عززت ميليشيا “لواء فاطميون” برفقة عناصر تابعين لميليشيا “حزب الله اللبناني” مقراتها العسكرية ومستودعات الأسلحة والذخائر المتواجدة ضمن منطقة مهين بريف حمص الشرقي، تحسباً لأي هجمات قد تشهدها المنطقة من قبل المقاتلات الإسرائيلية على غرار عملية الاستهداف التي طالت قبل عدّة أيام مطار “الضبعة” العسكري.
وأكد مراسل “حلب اليوم” في حمص، وصول عدة آليات ثقيلة (تركس، بلدوزر) صباح اليوم الأربعاء، إلى منطقة مهين قادمة من منطقة الصوانة التي تعمل بها شركات الاستثمار الإيرانية بمجال استخراج الفوسفات، وبدأت على الفور بعملية رفع سواتر ترابية وحفر خنادق طولية بالقرب من مستودعات مهين الاستراتيجية.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله، إن حواجز ميليشيا “لواء فاطميون” المتواجدة على طرفي مستودعات مهين بريف حمص منعت منذ ساعات الصباح الأولى، عبور السيارات المدنية على طريق صدد – مهين وطريق حوارين – مهين، وذلك لأسباب وصفتها بـ “الأمنية”.
كما قامت الميليشيا بإحالة خط السير المدني إلى طريق ترابي للراغبين باستكمال طريقهم نحو البادية السورية، تبعاً للمصدر.
المصدر أشار إلى أن منطقة مستودعات مهين باتت تُمثل الثقل العسكري الأكبر للميليشيات المدعومة من إيران و”حزب الله اللبناني” منذ منتصف العام الماضي ولغاية الآن، لا سيما بعد انسحاب الشرطة العسكرية الروسية من المستودع الرابع وتوجهها نحو مطار “تدمر” العسكري، الأمر الذي مكّن كل من ميليشيا “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” من الانفراد بعملية بسط سيطرتهم الأمنية والعسكرية على قطاع مهين وحوارين وصدد والحمرا بريف حمص.
ورصد مراسلنا مطلع العام الجاري، وصول وفد من الخبراء العسكريين من حملة الجنسية اللبنانية إلى منطقة المستودعات، تلاها تنفيذ محاكات معركة ضمن بادية السخنة، يُعتقد أنها تهدف لتجربة أداء الأسلحة والصواريخ التي تم العمل على تعديلها من قبل الخبراء.
وفي سياق متصل، اتخذت إيران وميليشيا “حزب الله” من مستودعات مهين الجبلية مركزاً لتجميع أسلحتها القادمة من إيران عبر العراق، تمهيداً لنقلها نحو الضاحية الجنوبية معقل الميليشيا في لبنان، مستعينين بالتسهيلات والحماية الأمنية من قبل “الفرقة الرابعة” بقوات سلطة الأسد المتواجدة على طول الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا.
يُشار إلى أن الخط البياني الذي يُشكله تواجد الميليشيات المدعومة والموالية لإيران بريف حمص الشرقي بدءاً من منطقة القلمون ومدينة القصير مروراً بكل من القريتين ومهين والسخنة والبيارات وتدمر، وصولاً إلى مدينتي البوكمال ودير الزور شمال شرقي سوريا يؤكد اقتراب الانتهاء من تنفيذ مشروع “الهلال الشيعي” الذي تم الإعلان في وقتٍ سابق.