دعت 19 منظمة في بيان مشترك، أمس الخميس، السلطات اللبنانية، إلى وقف ترحيل اللاجئين السوريين، وذلك بموجب إجراءات تنتهك مبدأ عدم الإعادة القسريّة.
وطالبت المنظمات السلطات اللبنانية الامتناع عن فرض تدابير تمييزية واستخدام عبارات مهينة ضدّ اللاجئين السوريين، إضافة إلى احترام الأصول القانونية، والتأكد من أن لدى كل من يواجه خطر الترحيل إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد فرصة مقابلة محام ومقابلة المفوضية والدفاع عن حقّه في الحماية من الترحيل أمام محكمة مختصة.
وأكدت أنه يتوجب على المحاكم حظر أي ترحيل يرقى إلى الإعادة القسريّة للاجئين السوريين، مشيرةً إلى أن الجيش اللبناني رحّل أخيراً مئات السوريين بموجب إجراءات موجزة إلى بلادهم.
وقالت المنظمات، إن “السلطات اللبنانية أساءت عن عمد إدارة الأزمة الاقتصاديّة في البلاد، ما تسبب في إفقار الملايين وحرمانهم من حقوقهم. لكن، وبدلاً من تبنّي إصلاحات ضرورية للغاية، عمدت السلطات إلى استخدام اللاجئين ككبش فداء للتغطية على إخفاقها. ليس هناك ما يُبرّر إخراج مئات الرجال والنساء والأطفال من أسرّتهم بالقوّة في ساعات الصباح الباكر، وتسليمهم إلى الحكومة التي فرّوا منها”.
ولفتت المنظمات إلى أن السوريين الذين يجبرون على العودة يواجهون خطر الاضطهاد أو التعذيب، في حين تأتي عمليات الترحيل في خضمّ تصاعد مقلق للخطاب المناهض للاجئين في لبنان وإجراءات قاسية قسريّة تهدف إلى الضغط على اللاجئين كي يعودوا إلى بلادهم.
وفي ختام البيان، حثت المنظمات المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته بشأن برامج إعادة التوطين والمسارات البديلة، بهدف مساعدة لبنان في التعامل مع ما يُقدَّر بـ1.5 مليون لاجئ على أراضيه.
رسالة إلى الحكومة اللبنانية
وقبل يومين، أكد صحفيون وكتاب وفنانون لبنانيون رفضهم للحملة التي تشنها الحكومة على اللاجئين السوريين، حيث قالوا في رسالة وجهوها إلى الحكومة اللبنانية: “إنّنا، نحن العاملين والعاملات في مجالات الكتابة والصحافة والفنون والتعليم، نعلن براءتنا من هذه الحملة التي تُشنّ باسم لبنان ومصالح اللبنانيّين، ونرى أنّها تستهدفنا كما تستهدف النازحين السوريّين، إسكاتاً لأصواتنا وقمعاً لحرّيّاتنا”.
وبيّنت الرسالة أن السوريّين “يتعرضون لحملة عنصريّة تبدأ بتضخيم أرقامهم ومنع تجوّلهم وإشاعة صورة بشعة ومخيفة عنهم، وتنتهي باحتمال إعادتهم إلى سلطة الأسد التي تصادر بيوتهم وأراضيهم، ولن تتردّد، إذا ما عادوا بالطريقة التي يريد لهم البعض أن يعودوا، في إذاقتهم سائر أشكال المرارة وتعريضهم لسائر أشكال الانتهاك”.
والاثنين الفائت، أكد مراسلو “حلب اليوم” أن العديد من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون حالة من الخوف والقلق، خشية ترحيلهم إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد قسراً، وتعرضهم للاعتقال والتعذيب
وسبق أن أكد تقرير لوكالة “رويترز” أن اللاجئين السوريين الذين احتجزتهم قوات الأمن في لبنان وتم ترحيلهم تعرضوا للاعتقال والتجنيد الإجباري لدى عودتهم إلى وطنهم.
وقال بعضهم إن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات سلطة الأسد احتجزت العائدين، فيما أكدت منظمة “العفو الدولية” أن عمليات الترحيل “انتهاك واضح” من قبل لبنان للقانون الدولي بموجب مبدأ “عدم الإعادة القسرية”.