يعيش اللاجئون السوريون في لبنان حالة من الخوف والقلق، خشية ترحيلهم إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد قسراً، وتعرضهم الاعتقال والتعذيب.
وقال مراسلو “حلب اليوم”، اليوم الثلاثاء، إن العديد من المحافظات السورية أصبحت بنيتها التحتية مُدّمرة بالكامل، ويرافقها واقعاً أمنياً مرعباً يتربص بكل من يفكر بالعودة إلى منزله.
محافظة حمص شهدت خلال العامين الماضيين عشرات حالات الاعتقال التعسفي التي طالت كل من قرر العودة إلى مناطق سلطة الأسد، والذين تم تغييب معظمهم داخل معتقلات الاستخبارات، وإحالة البعض الآخر إلى محكمة “الإرهاب”.
وأشار مراسلو “حلب اليوم” إلى أن عدة أحياء في دمشق وريفها وحلب وحمص ودير الزور والرقة ودرعا، لا تزال شاهدة على عمليات القصف والمجازر التي ارتكبتها قوات سلطة الأسد بحق المدنيين.
وأفاد أحد اللاجئين السوريين في لبنان “محمد. م”، في تصريح لـ “حلب اليوم”، بأنه يُفضّل البقاء ضمن “البراكية” التي يقطنها في مدينة طرابلس على التفكير بالعودة إلى مدينة سوريا.
ولفت اللاجئ السوري إلى أن حياة الرعب التي تُمثلها ملاحقته من قبل الدرك اللبناني تُعتبر نعيماً مقارنة مع ما ينتظره في مناطق سيطرة سلطة الأسد في حال قرر العودة إلى سوريا.
وأضاف أن الأوضاع الأمنية والدمار الذي حلّ بالأبنية السكنية ليس فقط من يُعيق التفكير بالعودة، بل شكل الواقع المعيشي وانتشار البطالة والفلتان الأمني وابتزاز الأهالي، يقف حاجزاً منيعاً يُضاف إلى لائحة المعوقات التي تنتظر من يُفكر بالعودة إلى بلده.
وقبل أيام، أكد مفتي لبنان الشيخ “عبد اللطيف دريان” على عدم جواز تسليم أي لاجئ إلى الجهة التي فرّ منها رافضاً الترحيل القسري مهما كان ولأي سبب، واعتبار ذلك مخالفاً للشرع الإسلامي والقيّم العربية والمواثيق الدولية، إضافة إلى الرفض المطلق لترحيل أي لاجئ قسراً إلى منطقة أخرى في بلده.
والأربعاء الماضي، أكد تقرير لوكالة “رويترز” أن اللاجئين السوريين الذين احتجزتهم قوات الأمن في لبنان وتم ترحيلهم تعرضوا للاعتقال والتجنيد الإجباري لدى عودتهم إلى وطنهم.
وقال بعضهم إن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات سلطة الأسد احتجزت العائدين، فيما أكدت منظمة “العفو الدولية” أن عمليات الترحيل “انتهاك واضح” من قبل لبنان للقانون الدولي بموجب مبدأ “عدم الإعادة القسرية”.
وتشن السلطات اللبنانية حملة شرسة على اللاجئين السوريين القاطنين في أراضيها، وسط تجاوزات واسعة كشفت عنها “الشبكة السورية لحقوق اﻹنسان” وأكدت أنها “عشوائية”.