تشهد محافظة حمص أزمة أدوية حادّة، وذلك بعد إعلان رئيس فرع دمشق لنقابة الصيادلة بحكومة سلطة الأسد “حسن ديروان”، رفع أسعار الأدوية بنسبة تُقدّر بـ 50%.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال، اليوم الأربعاء، إن الإعلان عن رفع أسعار بيع الأدوية تزامن بشكل فوري مع توقف عدد من أصحاب الصيدليات عن بيع الأدوية للمرضى، بما فيهم الأدوية المزمنة كـ “ضغط الدم والقلب والسكري”، الأمر الذي أثار موجة من السخط بين السوريين.
ونقل مراسلنا عن أحد مرضى القلب قوله، إن المرضى وقعوا بين فكي كماشة، الغلاء المفاجئ من جهة، وطمع أصحاب الصيدليات الذين توقفوا عن عملية البيع من جهة أخرى، لافتاً في معرض حديثه إلى أن عدداً من الصيادلة أغلقوا صيدلياتهم بعد صدور القرار بشكل مباشر، بينما تذرع آخرون بعدم تواجد أنواع الأدوية الموجودة داخل الوصفات الطبية التي يحملها المرضى.
وأضاف المريض الذي اشترط – عدم الكشف عن اسمه لضرورات تتعلق بالسلامة – أنه صادف مجموعة من الأشخاص (المرضى وذويهم) كل منهم يحمل وصفته الطبية ويبحث بين أحياء مدينة حمص عن أي صيدلية لتأمين الدواء اللازم، لا سيما الأدوية المزمنة.
وكان رئيس فرع نقابة صيادلة حماة بحكومة سلطة الأسد قد أعلن في وقتٍ سابق، أن انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المازوت كان السبب الرئيسي لتوقف مصانع الأدوية، مضيفاً أن بعض أصناف الأدوية شهدت ارتفاعاً تراوح ما بين 18 و24 ألف ليرة سورية، الأمر الذي يظهر مدى التخبط الذي يشهده قطاع الأدوية ضمن السوق المحلية، حسب مراسلنا.
في السياق، أثار قرار رفع أسعار الأدوية ضمن مناطق سيطرة سلطة الأسد حالة من الاستياء بين الجرحى الذين أصيبوا خلال مساندتهم لقوات الأسد في حربه على السوريين، وذلك من خلال تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعبّر هؤلاء عن غضبهم من القرار، لافتين إلى أن معظم الوصفات الطبية التي من المفترض أن يحصلوا عليها بالمجان لا تتوفر ضمن المستوصفات والصيدليات المعنية بصرفها لهم، الأمر الذي يجبرهم على شرائها على نفقتهم الخاصة بأسعار باهظة.
“ح. ك” أحد أبناء حي الزهراء في مدينة حمص أكّد لمراسلنا، أنه يحتاج بشكل أسبوعي لوصفة طبية لعلاج مرض اعتلال الأعصاب الذي أصيب به والده، إثر تعرضه لإصابة في إحدى المعارك، إلا أن جميع محاولاته بالحصول عليه مجاناً باعتباره “جريح حرب” لم تنجح، الأمر الذي يدفعه لشراء الوصفة التي يقدّر ثمنها بنحو 150 ألف ليرة سورية على نفقته، بعدما تخلت عنه مؤسسات سلطة الأسد المدنية والعسكرية على حدّ سواء.
يُشار إلى أن تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي الذي تشهده مناطق سيطرة سلطة الأسد المتزامن مع تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام باقي العملات الأجنبية من جهة، وانتشار ظاهرة البطالة بين الشباب من جهة أخرى، شكّل عقدة كبيرة تضاف إلى هموم السوريين الباحثين عن لقمة العيش ورحلة العلاج في آن واحد، وفقاً لمراسلنا.