ضاعفت إدارة الجمارك التابعة لسلطة الأسد دورياتها في مدينة حمص وريفها، خلال الأسبوع الماضي، وسط حملة من المداهمات التي طالت عشرات المحال التجارية في المدينة والقرى.
وقال مراسل “حلب اليوم”، اليوم الأربعاء، إن الجمارك صادرت بضائع الباعة الذين رفضوا دفع “الإتاوات” المالية التي يفرضها عناصر الدوريات، بحجّة عدم وجود فواتير رسمية في حوزة التجار من قبل إدارة التخليص الجمركي.
هذا الأمر أثار موجة من الاستياء بين أبناء المدينة والريف على حدّ سواء، وسط غياب أي جهة قضائية أو أمنية للتقدّم لها بشكوى حول التجاوزات المجحفة بحقهم، حسب مراسلنا.
“إتاوات”
ونقل مراسلنا عن أحد تجار مدينة حمص المدعو، “الحاج حسان” تأكيده، أن دوريات الجمارك فرضت خلال الفترة الماضية “إتاوات” نصف شهرية على جميع تجار الجملة والمفرق داخل المدينة، حيث تراوحت ما بين 200 و500 ألف ليرة سورية، مقابل غضّ الطرف عن نوعية البضائع والمواد الموجودة لديهم.
وأضاف أن جميع المحال التجارية و”البسطات” يمتلك أصحابها بضائع “مهربة” يتم إدخالها إلى السوق المحلية من قبل المهربين قادمة من لبنان أو مناطق شمال شرقي سوريا، بتسهيل من قبل حواجز “الفرقة الرابعة” التي تتقاضى بدورها رشاوى مالية من المهربين الذين يعملون على شراء الطرقات بمبالغ مالية ضخمة.
اختلاف في الأسعار
وأشار مراسلنا إلى أن البضائع المهربة لا سيما الغذائية منها كـ (الزيت النباتي – السمنة- الشاي السيلاني – الزبدة) تنافس بسعرها وجودتها تلك التي يتم تصنيعها محلياً، الأمر الذي جعل الأهالي يتهافتون على طلبها وشراءها بشكل مخصص بعيداً عن لهيب أسعار البضائع محلية الصنع.
وسجّل سعر ليتر الزيت النباتي السوري 19 ألف ليرة سورية، والزيت التركي من نوع “ZER” الذي يتم إحضاره من الشمال السوري 13500 ليرة فقط، في الوقت الذي بلغ فيه سعر كيلو السكر 12 ألف ليرة، والذي يتم إحضاره من قبل المهربين أو سائقي السيارات الشاحنة 7 ألاف ليرة، تبعاً للمراسل.
دوريات الجمارك كثفت عدد دورياتها في قرى الريف الجنوبي والشمالي لمدينة حمص، ولاحقت أصحاب “بسطات” بيع المحروقات في كل من منطقة الحولة والرستن شمالي المحافظة، وقرى المباركية والبويضة وشنشار بالريف الجنوبي.
ونقل مراسلنا عن مصادر محلية في مدينة حمص تأكيدهم، أن سياسة الكيل بمكيالين بين أبناء المدينة الواحدة اعتاد عليه الأهالي، مطالبين بتطبيق القانون على الجميع في إشارة منهم إلى ضرورة ملاحقة أصحاب “الأكشاك” المنتشرة على أوتوستراد حمص – طرطوس، وتحديداً في قريتي المزرعة وأم جامع غرب حمص.
وكذلك عشرات “الأكشاك” التي تعمل على بيع المحروقات نصب أعين الدوريات في قريتي الكم والمختارية، على أوتوستراد حمص – حماة، وفق المراسل.
يُشار إلى أن أبناء المناطق التي ثارت على سلطة الأسد، اعتبروا أن الإجراءات التي يتم اتخاذها من قبل دوريات الجمارك ما هي إلا عقاب جماعي بتفويض من قبل رؤساء الأفرع الأمنية للتضييق على الأهالي، وذلك بسبب مواقفهم المناوئة لسلطة الأسد، على الرغم من سيطرة الأخيرة على كامل المدينة وريفها منذ منتصف العام 2018 الماضي، حسبما أورد مراسلنا.