أوقفت صالات “المؤسسة السورية للتجارة” التابعة لحكومة سلطة الأسد، تسليم المواد الغذائية التموينية للأهالي القاطنين في محافظة حمص، على مدار أربعة أشهر متتالية، الأمر الذي أثار موجة استياء لدى الشارع.
ونقل مراسل “حلب اليوم” في حمص عن أحد موظفي “السورية للتجارة”، اليوم الأحد، قوله إن صالات العرض المسؤولة عن بيع المواد الغذائية التموينية (السكر، الزيت النباتي، الأرز، الشاي، بالإضافة لأصناف أخرى) رفوفها خاوية تماماً من أي صنف سبق ذكره.
وأكّد الموظف الذي اشترط – عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالسلامة – أن عمل الموظفين داخل الصالات بات يقتصر على تقطيع الوقت، وتقديم التبريرات للأهالي الذين لجأوا إليهم مصطحبين معهم “البطاقة الذكية”، والتي تخولهم الحصول على بعض السلع بأسعار “مدعومة”، مقارنة مع الأسعار المطروحة ضمن الأسواق التجارية المحلية والتي تزيد عنها بضعفي السعر.
“محمد خير الله” أحد سكان حي باب الدريب في مدينة حمص أفاد لمراسلنا، بأنه لم يتمكن من استلام مخصصاته من الدفعة التموينية منذ أربعة أشهر (دورتين متتاليتين)، لافتاً إلى أن توقف عمل الصالات عن البيع أجبر على أن يكونوا فريسة سهلة أمام طمع التجار الذين يبيعون بأسعار تتوافق مع أهواءهم، دون أي مسائلة من قبل مديرية التموين المسؤولة عن ضبط الأسعار داخل الأسواق المحلية.
وأضاف أن معظم التجار يعتمدون بتسعيرة بضائعهم على سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، والتي شهدت بدورها سقوطاً متسارعاً خلال النصف الأول من شهر تموز الجاري، متخطية عتبة العشرة آلاف ونصف ليرة سورية، الأمر الذي شكل فجوة كبيرة بين المدخول المالي والمتطلبات المنزلية بالنسبة للأهالي، الذين يعانون أصلاً من انتشار البطالة وارتفاع الأسعار بشكل لا يطيقه الكثيرون.
ورصد المراسل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة زادت عن 35% داخل أسواق مدينة حمص ومحلاتها التجارية عما كانت عليه خلال شهر حزيران الفائت، إذ سجّل سعر كيس السكر وزن 50 كغ نصف مليون ليرة سورية، وسعر كيلو الشاي السيلاني 320 ألف ليرة، وسعر ليتر الزيت النباتي 19 ألف ليرة.
وسعر كيلو السمنة الحيواني أصبح بـ 120 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي لا يزال فيه الأهالي ينتظرون وصول رسالة تخولهم من الحصول على المواد التموينية بسعر 1200 ليرة لكيلو السكر ومثله للأرز، و10 آلاف ليرة للتر الزيت، دون وجود أي مبشرات في الأجواء لغاية الآن.