غيّب ارتفاع الأسعار الذي خلفه تدهور الليرة السورية خلال الفترة الماضية العديد من الأصناف عن موائد إفطار السوريين في مدينة حمص، والمتزامن مع انتشار موجة من البطالة بين صفوف الشباب وأرباب الأسر الذين وقفوا عاجزين عن تأمين مستلزمات عائلاتهم اليومية.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال: إن أهالي المحافظة بشقيهم (سكان المدينة والريف على حدّ سواء) اعتادوا على تحضير مؤن الإفطار بشكل موسمي من كل عام، الأمر الذي يتيح لهم التمتع كل صباح بوجبة إفطار كلٌ بحسب مقدراته المالية، إلا أن وجبات الجبنة واللبنة والزبدة وغيرها من المربيات والمكدوس والشنكليش والزعتر والزيتون بأصنافه المتعددة مع الزيت البلدي كانت تعتبر من أساسيات الوجبة الصباحية.
ونقل مراسلنا عن شريحة واسعة من أبناء مدينة حمص تأكيدهم غياب تلك الطقوس اليومية عن موائد الإفطار لقسم كبير من الأهالي نظراً لعدم وجود مقدرات مالية تتيح لهم تحضير وشراء المؤن الجاهزة من المحلات التجارية.
وقال “أحمد.ي” أحد سكان حي القصور بمدينة حمص: إنه “من الأجدى خلال الفترة الراهنة تأمين متطلبات الأسرة من لباس وطعام كلّ يوم بيومه، باعتبار أن مجرد التفكير بإعداد مؤن الإفطار التي اعتدنا عليها سابقاً باتت تكلف مبالغ خيالية تزيد عن المليوني ليرة سورية”.
وأضاف “أحمد” أن الإفطار الجماعي للعائلات التي كانت تشكلها وجبات الفول المدمس مع الفتات والفلافل والحمص الحب والمطحون أصبح من الأطباق الغائبة بشكل كبير عن موائد الإفطار، وباتت تتواجد لمرة واحدة في الشهر نظراً لأسعارها المرتفعة بشكل لافت.
من جهته قال الحاج سمير أحد أصحاب المطاعم بسوق الناعورة وسط مدينة حمص إن سعر كيلو “المسبحة” بات يتراوح ما بين 20-30 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو الفول المدمس 7-10 آلاف ليرة، بينما يبلغ ثمن صينية الفتة تواصي للمنازل 35 الف ليرة سورية، الأمر الذي يجبر الأهالي لدفع ما يقارب 80 ألف ليرة ثمناً لوجبة الإفطار من يوم الجمعة.
في سياق متصل تحدثت الحاجة “أمون” من ريف حمص الشمالي عن أنها عملت خلال الفترة الماضية على التقنين بشكل كبير بما يخص تحضير مؤن أسرتها من الألبان والأجبان، مشيرة إلى أنه على الرغم من امتلاكها لثلاثة من الأبقار إلا أنها تفضل بيع منتجاتها من الحليب لأصحاب المعامل بسعر 5000 ليرة للكيلو الواحد، الأمر الذي يساهم بشكل كبير بمصروف عائلتها اليومي بعدما غاب معيلها منذ أعوام مضت.
ورصد مراسلنا خلال جولة أجراها في حمص ارتفاع أسعار الألبان والأجبان بشكل لافت خلال الفترة الراهنة حيث تراوح سعر كيلو الجبنة المشللة والحلوم ما بين 40-30 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو اللبنة 25 الف ليرة، وسعر كيلو البن 7000 آلاف ليرة، بينما بلغ سعر البيضة الواحدة 1000 ليرة سورية، الأمر الذي دفع من يرغب من أهالي المنطقة لشراء فطوره (الأبيض) بكميات ضئيلة لتناولها مع أفراد أسرته بعدما دفعه ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي للعزوف عن مجرد التفكير بتموينها كما قضت العادة سابقاً.