رأت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن بسط السجاد الأحمر لـ “بشار الأسد” في قمة جدة بالسعودية التي عُقدت يوم الجمعة الفائت، يفتح فصلاً قاتماً في المنطقة العربية.
وأبدت الصحيفة في تقريرٍ لها، أمس الاثنين، استغرابها من مسألة “كيف يمكن لشخص كبشار الأسد، قتل مئات الآلاف وشرد الملايين، أن يستقبل بالأحضان”.
وبيّنت أنه “بعد عقد من الزمن تلاشت الوعود التي كان الربيع العربي يحملها، بمنح السلطة للقوى التي تخضع للمحاسبة والتخلص من الحكام الفاسدين، فقد عادت الأنظمة المستبدة إلى الحكم وعززت سيطرتها على زمام الأمور، موجهة رسالة واضحة مفادها بأنه لن يكون هناك تغيير وأن النظام السياسي مستمر مهما كان”.
كما اعتبرت الصحيفة أن “أعجب ما في الأمر هو التضامن بين هذه الأنظمة واستعدادها لتناسي خلافاتها من أجل الحفاظ على مكانتها، فقد تخلت عن نزاعاتها البينية، وفضلت التعاون ضد جهود الإصلاح في المنطقة”.
وأشارت إلى أن “الأنظمة العربية تأمل أن ترهق النزاعات الشعوب ويثنيها القمع عن المطالبة بالتغيير، ولكن هذا لا يعني أن الربيع العربي ذهب هدراً”.
وأضافت أن “الأنظمة المستبدة انتصرت في معركة الربيع العربي، لكنها كانت تجربة سياسية لجيل من الشباب لمس فيها هشاشة هذه الأنظمة القمعية”، لافتةً إلى أن “على قوى التغيير أن تتجمع مرة أخرى وتبحث عن وسائل ومنهجية مختلفة لمواصلة الصراع”.
والأحد الفائت، أكد المبعوث الألماني إلى سوريا ” “ستيفان شيك”، عدم تطبيع الاتحاد الأوروبي مع سلطة الأسد، وذلك لعدم إحراز تقدم في العملية السياسية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، إضافة إلى عدم وجود محاسبة على جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا وعدم وجود أي تعاون من قبل سلطة الأسد للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين.