ينتشر مرض “الدفتريا” بين السوريين في ألمانيا، مما يخلق معاناة جديدة تضاف لقائمة المشاكل التي تعترضهم في بلد اللجوء، حيث يُمكن أن تكون اﻹصابة قاتلة في حال لم يتمّ العلاج.
ويُعتبر المرض نتيجةً لرحلة السفر الطويلة نحو الأراضي اﻷوروبية، فهو مرتبط بالمفرزات والظروف غير الصحية المحيطة المصاب، حيث يُضطر اللاجئون لقطع مسافات طويلة جداً في رحلة لجوئهم للوصول إلى القارة الأوربيّة، عبر الغابات والمسطّحات المائيّة، وتستغرق تلك الرحلة عدّة شهور وقد تصل لسنوات، ويتعرض قسم منهم لأمراض عديدة، وقد لا تتم متابعة العلاج.
وانتشر مرض “الدفتريا” مؤخّراً بين اللّاجئين السّوريّين والأفغان، الموجودين على الأراضي الألمانيّة، وقد تم توثيق/ 171/ حالة، حتى نيسان / أبريل من/ 2023/ بحسب “الوكالة الألمانيّة” بعد تأكيد معهد “روبرت كوخ” الطبّي.
إقرأ المزيد: “جعجع” يسخر من وزير خارجية إيران بسبب الوضع في مناطق سيطرة اﻷسد
ينتقل المرض لأشخاص أصحّاء، عن طريق المفرزات الفمويّة، وأعراض هذا المرض هي الحمّى والبحّة الصّوتيّة، وكذلك الخنّاق التنفّسي، ويحدث أيضاً التهاب شديد في الحلق، ويمكن أن يتسبّب المرض بالموت، في حال عدم العلاج.
وفي حديث خاص لموقع “حلب اليوم” قال الدكتور “زياد أبو الحسن” إن مرض “الدفتريا” يصيب الجلد، والأغشية المخاطيّة، ويؤدي إلى جروح دهنيّة تنتشر على الجلد، ويتسبب بحدوث التهابات للأغشية المخاطيّة، ويتسبب بخنّاق تنفّسي، ويمكن أن ينتقل عن طريق إفرازات المريض.
وأردف الدّكتور”أبو الحسن” قائلاً إن هذا المرض بكتيري، تكمن الوقاية منه عن طريق اللّقاحات للأطفال، دون سنّ السّادسة، وسبب انتشاره بين اللّاجئين هو عدم أخذهم لقاح “الدفتريا” واستكمال اللّقاحات، في بلدانهم الأصليّة بسبب الحروب، وعدم توفّر اللّقاحات في كثير من الأحيان.
وقال أحد اللّاجئين الجدد إلى ألمانيا، “علي أبو محمد” في حديثه لـ”حلب اليوم”، إنه وصل في نهاية العام / 2022/ وانتقل إلى “دريسدن” عاصمة ولاية “ساكسونيا” شرق البلاد، وظهرت عليه أعراض مرض “الدفتريا”، وخضع لعلاج استمرّ عدّة أشهر، وبحسب أطبائه فقد بدأ يتعافى بعد تلقّيه للعلاج اللّازم.
ويقيم على الأراضي الألمانيّة حوالي / 876585 / لاجئ سوري، وارتفع العدد بمقدار / 50 / ألفاً، مقارنة بالعامين / 2020 – 2021/ بحسب المكتب الاتحادي الألماني للإحصاءات الخارجيّة.
واستقرّ القسم الأكبر من اللّاجئين، في الولايات الجنوبيّة من ألمانيا، وقد وصلت أعداد كبيرة منهم خلال العامين الماضيين، معظمهم جاء من تركيا، عن طريق البلقان.