أبدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في بيانٍ لها، أمس الجمعة، قلقها من امتداد التصعيد العسكري الأخير بين الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا إلى مناطق أخرى.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، “رافينا شامداساني”، خلال مؤتمر صحفي في مدينة جنيف، إن تصاعد الأعمال القتالية هذا الشهر في الشمال السوري أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، مضيفةً أن هذا “التطور المقلق تميز بقتل ناشط إعلامي وزوجته الحامل في ريف حلب الشرقي”.
وحذرت “شامداساني” من أن ينتشر التصعيد الأخير في “الأعمال العدائية” في شمالي سوريا بمشاركة عدد من الأطراف، ولا سيما “هيئة تحرير الشام” والجيش الوطني السوري، ويؤثر على مناطق أخرى في المنطقة، بما في ذلك حلب وإدلب.
وعبرت المسؤولة الأممية عن “القلق البالغ إزاء عدد السكان المتضررين من القتال، فضلاً عن النزوح الجماعي للمدنيين“.
وأوضحت أن الناشط الإعلامي، “محمد عبد اللطيف” الملقب بـ “أبو غنوم”، الذي قُتل برصاص عناصر من “فرقة الحمزة” في مدينة الباب في السابع من الشهر الجاري، كان يُنظم مظاهرات ضد تصرفت من وصفتهم بـ “الجماعات المسلحة التابعة لتركيا في المنطقة”.
وأشارت إلى أنه بعد ذلك على مدى سبعة أيام، من 12 إلى 18 تشرين الأول الحالي، تحققت المفوضية من مقتل سبعة مدنيين على الأقل، بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال في شمال غربي سوريا، وأصيب ما لا يقل عن 11 آخرين، امرأتان وسبعة رجال وطفلان.
وبحسب المفوضية، فإن القتلى والجرحى وقعوا في مناطق داخل وحول مدن الباب وعفرين وكفر جنة، وكذلك مناطق أخرى في شمال حلب.، وكان قد أصيب الضحايا بضربات أرضية أو نيران الأسلحة الخفيفة في مناطق سكنية نتيجة الاشتباكات بين الفصائل العسكرية.
ونتيجة ذلك، أعرب مكتب حقوق الإنسان في المفوضية عن قلقه بشكل خاص إزاء التقارير المتعلقة بضربات أرضية على المناطق السكنية، ما أثار مخاوف بشأن انتهاك حظر الهجمات العشوائية، داعياً الفصائل العسكرية إلى ضمان واحترام وحماية الأفراد في الحياة، مع ضمان حقوق المدنيين في حرية التعبير والتجمع السلمي.
وحثت المفوضية في ختام بيانها جميع الدول، على استخدام سلطتها لضمان وقف تصعيد العمليات العسكرية وحماية المدنيين في شمال سوريا، مشددةً على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق حل سياسي مستدام، يتمحور حول ضمان الحماية الكاملة لجميع المدنيين.
وكانت اندلعت اشتباكات بين “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني و”هيئة تحرير الشام” الأسبوع الماضي، في مناطق متفرقة من شمالي حلب، انتهت بسيطرة الأخيرة على مدينة عفرين ومحيطها، ما دفع الجيش التركي للتدخل، والضغط على الهيئة للخروج من المنطقة باتجاه إدلب.