حصلت “حلب اليوم” على شهادات من مدنيين نزحوا إلى مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي، اليوم الجمعة، وذلك بسبب حدة الاشتباكات الدائرة بين “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني السوري “و“هيئة تحرير الشام” في المنطقة.
وقال “أبو أحمد” – رفض الكشف عن اسمه – وهو من مهجري العاصمة دمشق والذي يقطن في مخيم دير بلوط بريف مدينة جنديريس، إن معظم سكان المخيم عانوا الكثير خلال اليومين الماضيين من النزوح، هرباً من الاشتباكات المندلعة بين الفصائل العسكرية في المنطقة.
وأضاف “أبو أحمد” في تصريح لـ “حلب اليوم”، أن الساعات الأولى من فجر أمس الأول الأربعاء، كانت الأصعب على العائلات التي لجأت إلى منازل أقاربها في المنطقة، واحتمت بين أشجار الزيتون بعيداً عن الاشتباكات.
وحول طبيعة المشهد، أشار إلى أنه رأى عدة إصابات من المدنيين جراء الاشتباكات بين الفصائل العسكرية، متحدثاً عن إصابة سيدتان تم إسعافهما إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، ورجلان أحدهما إصابته بليغة جداً، وآخر مصاب في عنقه تلقى على إثرها إسعافات في النقطة الطبية بمخيم دير بلوط، وبقي فيها طوال اليوم بسبب الاشتباكات، قبل أن يتم إسعافه لاحقاً خارج المخيم لإجراء عملية جراحية.
أوضاع إنسانية كارثية
وفي السياق، أكد “أبو أحمد” انقطاع مادة الخبز في مخيم دير بلوط الذي تديره إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، حيث حوصر الأهالي في المنطقة مع قاطني مخيم المحمودية بريف حلب الشمالي.
وأرجع “أبو أحمد” السبب إلى إغلاق الطرقات نحو بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وجنديرس شمال حلب، والتي كانت حينها تشهد اشتباكات عنيفة بين الفصائل العسكرية، ما أثار حالة من الرعب بين الأهالي.
ونفى “أبو أحمد” لـ “حلب اليوم” تلقيه أو قاطني مخيم دير بلوط أي مساعدة أو استجابة طارئة من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، حتى على مستوى مياه الشرب.
ومخيم دير بلوط ليس بعيداً عن منطقة كفرجنة شمالي حلب، بل شهدت المنطقة أيضاً أوضاع إنسانية أكثر صعوبة، حيث افترشت عشرات الأهالي الطرقات، دون تأمين أدنى متطلبات الحياة، بعد نزوحهم من مدينة عفرين وريفها، حسبما أكدت شهادات لـ “حلب اليوم”.
وإغلاق الطرقات بين مدينتي عفرين وإعزاز بريف حلب الشمالي، زاد من صعوبة الوضع على الأهالي والنازحين، ما جعلهم عالقين في المنطقة حتى إشعار آخر، دون مأوى.
وكانت منطقة كفرجنة شمالي حلب شهدت، أمس الخميس، اشتباكات عنيفة بين “هيئة تحرير الشام” “والفيلق الثالث” الذي انسحب من مدينة عفرين باتجاه مدينة إعزاز شمالي حلب، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى.