تسببت المعارك الدائرة بين “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني السوري و“هيئة تحرير الشام” في مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي، بحركة نزوح للمدنيين من المنطقة، وسط حدة الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقال مراسل “حلب اليوم”، اليوم الجمعة، إن تلك الاشتباكات أدت إلى حركة نزوح من مخيمات دير بلوط والمحمودية بريف مدينة عفرين شمالي حلب، إضافة إلى نزوح عدة عائلات باتجاه مدينة إدلب وريفها.
وتواصلت “حلب اليوم” مع عدد من النازحين وأوضحوا أن “هيئة تحرير الشام” سهلت نزوحهم باتجاه محافظة إدلب، في حين وصلت بعض العائلات إلى مخيمات أطمة وإدلب، لكنها لم تتلق أي مساعدات.
وأشار مراسلنا إلى أن معظم العائلات تمضي وقتها في خيام ومنازل الأقارب والأصدقاء، ريثما تهدأ وتيرة الاشتباكات بين الفصائل العسكرية في المنطقة، فيما بقي بعض النازحين بالقرب من المخيمات بانتظار خفض حدة المعارك، حيث يفترشون الأرض تحت أشجار الزيتون.
وقبل سيطرة “تحرير الشام” على مدينة عفرين، شهدت المنطقة حركة نزوح لعدد من العائلات “بينهم كرد”، متوجهين إلى مدينة إعزاز وريفها الشمالي والشرقي، حسبما أكد مراسلنا.
نزوح مئات العائلات في ريف حلب
وفي السياق، أكد فريق “منسقو استجابة سوريا”، أمس الثلاثاء، نزوح أكثر من 90 ألف عائلة من المخيمات المنتشرة في المنطقة، كما تم تسجيل نزوح أكثر من 2500 عائلة كنزوح مؤقت من المخيمات.
وبين الفريق أن مئات العائلات نزحت من مدينة عفرين باتجاه مناطق أخرى ضمن ريف حلب الشمالي، خوفاً من زيادة حدة الاشتباكات بين الفصائل العسكرية في المنطقة.
وسجل الفريق استهداف أكثر من 7 مخيمات نتيجة الاشتباكات في محيط تلك المخيمات في ريف مدينتي عفرين والباب، إضافة إلى 4 منشآت خدمية أخرى.
كما وثق الفريق مقتل 4 مدنيين وإصابة 28 آخرين بجروح، معظمهم من النساء والأطفال، جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين الفصائل العسكرية في ريف حلب الشمالي.
الدفاع المدني يوجه نداءً للفصائل العسكرية
طالب مدير الدفاع المدني السوري، “رائد الصالح”، أمس الأول الأربعاء، كافة الفصائل العسكرية بتسيير عمل فرق الإسعاف وعدم منعها للوصول للمصابين، وحثهم على تحييد المدنيين من أي استهداف وتسهيل عمل الكوادر الإنسانية.
وقال “الصالح” في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”: ” بحزن شديد أتابع ما يجري في ريف حلب من اشتباكات دامية تتصاعد وتيرتها، حيث نعمل في الدفاع المدني بالاستجابة لنداءات الاستغاثة التي يطلقها المدنيون العالقون في مناطق الاشتباك، إضافة للقيام بمهام الإسعاف بحيادية تامة”.
وأوضح الدفاع أن فرقه أجلت نحو 20 عائلة من مخيم “كويت الرحمة” قرب عفرين في ريف حلب الشمالي بسبب الاشتباكات التي تشهدها المنطقة وتعرضهم للخطر.
وتستمر الاشتباكات بين “الفيلق الثالث” و”هيئة تحرير الشام” لليوم الثالث على التوالي، بعد فشل المفاوضات التي جرت بين الطرفين، حيث سيطرت الأخيرة على كامل مدينة عفرين شمالي حلب، عقب انسحاب الفليق باتجاه قرية كفرجنة ومدينة إعزاز.
وبعد ساعات، شن “الفيلق الثالث” مساء أمس الخميس، هجوماً تمكن من خلاله استعادة السيطرة على قرية الشامية وجبل ترندة بريف مدينة عفرين شمالي حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع “هيئة تحرير الشام”، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الأخيرة.