تواصلت الانتقادات الموجهة لنظام الأسد من قبل شخصيات مؤيدة له على خلفية الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد وسوء الأحوال المعيشية التي يعاني منها المواطنون في سوريا.
من آخر الأصوات التي وجهت انتقادات للنظام كان الإعلامي والكاتب “عبد المسيح الشامي” الذي عرف بمواقفه المدافعة عن بشار الأسد طوال سنوات الثورة السورية.
وحذر عبد المسيح الشامي على صفحته على “فيس بوك” النظام من أنه يشارف على استهلاك كامل رصيده من التأييد والموالاة.
وأشار الشامي إلى أن تحذيره هذا لا ينطلق من باب الكراهية، وإنما من باب حرصه على البلد.
وأضاف “الشامي”: “إذا استمر هكذا (النظام) سوف يصبح بلا مؤيدين وبلا موالين.. ولن يبقى له سوى المنافقين الفاسدين الذين يرتزقون ويسرقون داخل مؤسساته وخارجها، وهؤلاء ليسوا فقط لن يفيدونه بشيء، بل سوف يكونون، كما هم اليوم، عبئاً وحملاً ثقيلاً عليه”.
واعتبر الشامي أن “وجود مؤامرة ما وراء كونية على إيران ومشروعها النووي وعلى خطوط غازها وعلى المحور الإيراني لا ينفي وجود كل أسباب ومقومات ثورة حقيقية في سوريا”، مضيفاً أن الفساد بكل أنواعه كان ومازال في ذروته، والقمع كان ومازال بأبشع صوره، والحريات كانت ومازالت بالحضيض.
وحول سنوات ما قبل الحرب قال “عبد المسيح الشامي: إن “حالة الا كتفاء التي يتكلم عنها البعض في فترة ما قبل الحرب، لم تكن بفضل الدولة بل بفضل الشعب وأموال المغتربين وبفضل أن سوريا هي بلد خير وبلد ثروات لا تنضب”
وقال “الشامي”: إن النظام لم يقدم شيئاً في العشر سنوات التي سبقت الحرب سوى رفع “القبضة” بنسبة ضئيلة جداً عن بعض التجار فقط، مشيراً إلى أن ذلك لم يكن من باب الحرص على مصلحة الشعب أو المواطن، بل من باب فتح أبواب للفساد والسرقة مع التجار لا أكثر.
ووجه “الشامي” في نهاية منشوره رسالة إلى من وصفهم بـ “الأقلام والأصوات المأجورة” قائلاً لهم: إبلعوا ألسنتكم، وأخرسوا أقلامكم المأجورة.. وإذا كنتم أنتم امتهنتم الفساد والارتزاق على حساب دماء وأرواح وحقوق الشعب، فلا تكونوا عائقاً في وجه من يريد أن يصلح ويبني وطناً أنتم تعيشون على مركبه”.
يشار إلى أن مراسل قناة الميادين الموالية للنظام “رضا باشا” سخر قبل أيام من مطالبات حكومة نظام الأسد، اللاجئين السوريين في الخارج بالعودة إلى “حضن الوطن”، واصفاً إياها بـ”مافيا الحرب”.
وكان فنانون موالون للنظام، أعربوا عن استيائهم من الأوضاع الخدمية والمعيشية في سوريا، منتقدين تردّيها، معتبرين أن الأمور تسير من سيء لأسوأ بالرغم من سيطرة النظام على مناطق واسعة.
وتعيش المدن السورية منذ مطلع كانون الأول من العام المنصرم، أزمةً حادة في الوقود، حيث بلغ سعر تبديل أسطوانة الغاز الواحدة ـ إن وجدت ـ في بعض المناطق نحو 17 ألف ليرة سورية.