فجأة يعلو صوت الرصاص، وتتنوع الأسلحة المستخدمة في اشتباكات أهلية، غالباً تدور رحاها بين عائلتين من ذات القرية أو المدينة.
الاقتتال الأهلي أو العشائري بات رائجاً جداً بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على ريف دير الزور، خاصة أن هذه السيطرة جاءت على أنقاض تنظيم الدولة وما سببه من تغيّرات كبيرة في نمط التفكير في ذاك المجتمع.
الصحفي عمر خطاب قال لموقع حلب اليوم “إن عدة عوامل تتظافر لتنشئ مناخاً للاقتتال في ريف دير الزور، منها فوضى السلاح والتهريب من المعابر النهرية التي تربط بين مناطق سيطرة قسد ونظام الأسد”.
وأضاف ” المنطقة اليوم مشرعة على المعابر النهرية من خلال تهريب المخدرات والسلاح والنفط وهذا يسبب صراعات عشائرية في المنطقة، ومن أهم أسباب عدم الاستقرار في المنطقة عدم إدارة المنطقة بطريقة جيدة من قبل الإدارة الذاتية”.
أما الصحفي فاز العطية فيرى أن “الخلافات القديمة بين العشائر أو بين العائلات عادت من جديد مع انتشار السلاح بشكل فوضوي، كما أن جهات عدة تستثمر في هذا الموضوع لبقاء المنطقة غير مستقرة”.
موقف قوات سوريا الديمقراطية من الاشتباكات التي تحصل بين العائلات بريف دير الزور من فترة لأخرى، وصفه الناشطون بـ “غير المقنع”، واتهمها آخرون بالتسبب بهذا الاقتتال.
الصحفي عمر خطاب قال “عدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية على فرض الأمن بطريقة جيدة، أدى في كثير من الحالات لمأساة حقيقية، كما أن بعض سياساتها أعادت الفوضى للمنطقة، مثل إطلاق سراح عناصر كانوا ينتمون لتنظيم الدولة، وهذا سبب فوضى أمنية كبيرة، حيث عاد أغلب عناصر التنظيم ممن أطلق سراحهم إلى العمل في صفوف التنظيم، والدليل (محمد الكوّان) من خشام الذي قتلته قوات التحالف الدولي من أيام، وكانت قسد قد أفرجت عنه قبل عام تقريباً”.
فيما ذهب الصحفي فواز العطية لأبعد من ذلك وقال “قوات سوريا الديمقراطية تتبع سياسة إشعال الفتنة بين العائلات أو العشائر، لتخفيف الضغط الذي يمارس عليها من جهة ما، وكما أنها لا تتدخل في معظم الأوقات بأي اقتتال، وهذا يزيد من احتمالية سقوط ضحايا من الأطراف المتنازعة، مما يزيد نار الاشتباكات والاقتتال”.
وينتشر السلاح بشكل كبير بين المدنيين في ريف دير الزور، خاصة وأن المنطقة لا تخضع بشكل مباشر لنظام أمني حقيقي، وإنما ممارسات غير منضبة من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
ويرى الصحفي عمر خطاب أن “ريف دير الزور يرزح تحت ظاهرة انتشار كميات كبيرة جداً من الأسلحة المتنوعة، وهذا ما يجعل المنطقة تعيش دائماً على صفيح ساخن، ومهددة باندلاع الاشتباكات في أية لحظة”.
أما الصحفي فواز العطية فقد أكد أن “للسلاح في دير الزور مهم وله حاجة عند الأهالي، ولا يكاد يخلو بيت من قطعة سلاح، بسبب حاجة أبناء المنطقة لحماية أنفسهم في ظل الانفلات الأمني الحاصل، فقسد لا توفر الأمن الكافي والمطلوب ليبتعد الناس عن اقتناء الأسلحة”.
وتعيش المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق البلاد حالة من الفوضى والانفلات الأمني، ما أدى إلى تزايد الاقتتال والاشتباكات العشائرية والأهلية، ما أدى إلى وقوع الريف الشرقي لدير الزور في دوامة عنف غير متناهية.