تشهد بلدة الطيانة شرق دير الزور إغلاق مستشفى الكندي لليوم الخامس على التوالي، بعد تعرضه لهجوم مسلح من ذوي طفل من أهالي قرية درنج، كان قد نُقل إلى المستشفى مصاباً بطلق ناري في البطن، ورغم جهود الطاقم الطبي لإجراء عملية جراحية وإنعاشه، توفي الطفل متأثراً بإصابته.
وفي تفاصيل الحادثة، أفاد مراسل “حلب اليوم” أن أقرباء الطفل هاجموا المستشفى مطلع الأسبوع الحالي (السبت) وأطلقوا الرصاص على المبنى، مما أدى إلى اشتباكات بين المهاجمين وعدد من أهالي بلدة الطيانة الذين ردوا على الهجوم، ما دفع إدارة المستشفى إلى إغلاقه احتجاجاً على التهجم المسلح ضد الطاقم الطبي، وسط معاناة المرضى، وخاصة كبار السن والأطفال، الذين يعتمدون على الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى.
وعلى الرغم من مرور 6 أيام على إغلاق المستشفى، فإن قوات “قسد” لم تتدخل لحل المشكلة وإعادة افتتاحه، حسبما أفاد مصدر طبي لحلب اليوم من داخل المستشفى.
وأوضح المصدر أن العديد من الحالات الطبية الحرجة تحتاج إلى رعاية صحية عاجلة، إلا أن الطاقم الطبي علق عمله احتجاجاً على الهجوم.
تأتي هذه الحادثة وسط حالة من الفوضى الأمنية التي تشهدها مناطق سيطرة “قسد” في دير الزور، حيث تعاني المنطقة من غياب الحماية الكافية للكوادر الطبية، مما أدى إلى تصاعد السخط الشعبي تجاه عدم تدخل القوات في حل النزاع وتأمين المستشفيات.
كما أعرب عدد من أهالي دير الزور عن مخاوفهم من عودة انتشار بعض الأمراض الوبائية، مثل الملاريا والكوليرا والتهاب الكبد والليشمانيا، نتيجة تلوث المياه وسوء النظافة في ظل تدهور الخدمات الصحية.
يؤكد أحد العاملين في مستشفى الكندي لـ”حلب اليوم” أن “الأوضاع الأمنية المتدهورة والاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية ساهم في رحيل عدد كبير من الكوادر الصحية.”
وأضاف أن “رغم كل التحديات، كان هناك أطباء يحاولون تقديم الرعاية الطبية، ولكن تكرار الانتهاكات أدى إلى تفاقم الأوضاع.”
وأشار العامل إلى أن العديد المنظمات الإنسانية التي كانت تدعم العديد من النقاط الطبية انسحبت تدريجياً منذ سنوات، نتيجة عدم الأمان واستمرار الهجمات على الكوادر الصحية.
وأضاف أن قوات “قسد” قامت بربط كافة القطاعات، بما فيها الصحي، تحت إدارتها المباشرة، رغم عدم كفاءتها في هذا المجال، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية في المنطقة.
ومع تزايد الاحتياجات الطبية العاجلة، يبقى مستقبل الخدمات الصحية في المنطقة مهدداً بسبب الانتهاكات المتكررة وضعف الحماية المقدمة للطواقم الطبية، وفقا لمراسلنا.