تعيش مناطق دير الزور شرقي سوريا أزمة مياه خانقة، بعد توقف أكثر من عشر محطات مياه عن العمل بسبب نقص المحروقات خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما أثر بشكل مباشر على حياة السكان الذين اضطروا للبحث عن مصادر بديلة لمياه الشرب، مما فاقم الأعباء الاقتصادية والاجتماعية وسط ظروف معيشية متردية.
وفقاً لمراسل “حلب اليوم” في دير الزور، توقفت محطات المياه في بلدات هجين، والشعفة، والباغوز، والطيانة منذ يوم الاثنين، نتيجة عدم استلام المخصّصات اللازمة من المحروقات، إلى جانب غياب التيار الكهربائي.
وأشار مراسلنا إلى أن هذه المحطات تُعد مصدر المياه الرئيسي للسكان، ومع توقفها، وجد السكان أنفسهم أمام تحديات كبيرة في تأمين المياه.
وعن أسباب التوقف، أوضح فيصل. غ، وهو عامل في محطات المياه بدير الزور، لـ”حلب اليوم”، أن “سبب توقف عدة محطات رئيسية، خاصة تلك التي تزود المناطق السكنية والمرافق الحيوية بالمياه بدير الزور، جاء نتيجة نقص الوقود وعدم توفر الكهرباء.”
وأضاف أن المحطات لا تستطيع مواصلة عملها في ظل انقطاع المحروقات وغياب الكهرباء المشغلة، مما أجبر السكان على البحث عن مصادر بديلة، رغم ارتفاع تكلفة نقل المياه.
وأشار فيصل إلى أن أسعار الوقود في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية تزيد الأزمة تعقيداً، حيث يبلغ سعر ليتر المازوت المدعوم حوالي 900 ليرة سورية، في حين يصل سعره في السوق السوداء إلى 4600 ليرة، مشيراً إلى أن هذه الفروقات تزيد من الأعباء على محطات المياه، ما يجعل تشغيلها مهمة شبه مستحيلة في ظل الوضع الراهن.
وأضاف: “مصادر المياه البديلة لا تغني عن مياه المحطات، ولا يستطيع الجميع تأمينها بسبب ارتفاع أسعار نقلات المياه.”
وفي السياق، يؤكد مراسلنا أن أهالي بلدة الشنان شرقي دير الزور عملوا سابقاً على حفر الآبار يدوياً لتأمين المياه، في ظل تراخي “الإدارة الذاتية” في تشغيل محطة المياه التي توقفت عن العمل منذ عامين، وارتفاع سعر الصهريج الواحد من المياه إلى 40,000 ليرة بسعة عشرة براميل، بعد أن كان سعره 10 آلاف ليرة سورية قبيل توقف المحطات.
ويبلغ سعر صرف الليرة السورية 14,750 ليرة أمام كل دولار واحد، وفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.
من جانبه، قال علاء.ن، وهو من سكان بلدة أبو حمام، لحلب اليوم، إن تأمين صهريج مياه أصبح عائقاً فعلياً ويحتاج إلى ملاحقة أصحاب الصهاريج على الطريق العام أو المناهل، ويتلقى السكان معاملة سيئة من قبل تجار المياه لكثرة الطلب وقلة الصهاريج.
وأضاف أن البلدية لم تعمل على توفير صهاريج لسد حاجة السكان.
وفي تموز الماضي، توقفت محطات مياه البصيرة، والشحيل، وذيبان عن العمل، إثر قطع الكهرباء عنها بسبب الضغط على الخط الخدمي المغذي للمقار العسكرية ومحطة الري في بلدة الصبحة، التي تغذي ريف دير الزور الشمالي وصولاً إلى الحسكة.
وتعد أزمة المحروقات في دير الزور جزءاً من مشكلة قديمة تتكرر مع اقتراب مواسم الزراعة ودخول فصل الشتاء، مما يزيد من الطلب على الوقود سواء للتدفئة أو الزراعة.
ويؤكد مراسل “حلب اليوم” أن على الرغم من النداءات المتكررة من السكان لحل أزمة المياه، إلا أن الجهات المسؤولة (الإدارة الذاتية) لم تتخذ بعد التدابير اللازمة لتوفير الوقود وتشغيل المحطات.
يُشار إلى أن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في دير الزور، تشهد أزمات متكررة في القطاع الخدمي، تتجلى بانقطاع متكرر في مياه الشرب والكهرباء.
ويطالب الأهالي بشكل دوري بتدخل عاجل من قبل المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم المساعدات الضرورية وضمان حصولهم على المياه الصالحة للشرب، دون جدوى، وفقاً لمراسلنا.