في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يواجه سكان ريف دير الزور تحديات متزايدة في توفير تكاليف التعليم لأطفالهم.
يقول أبو جمال، أحد سكان المنطقة، إن الأوضاع الاقتصادية السيئة قد تدفعهم هذا العام إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف القرطاسية والمواد الدراسية، نتيجة لارتفاع الأسعار وتدني مستوى الأجور.
وفي حديثه لـ”حلب اليوم”، أوضح أبو جمال أن “الوضع الاقتصادي المتردي يجعل من الصعب علينا شراء القرطاسية، حيث أصبحت أسعارها مرتفعة بشكل غير معقول”.
وأضاف أن غياب الدعم من المنظمات الدولية، وعدم وجود مجمعات تربوية تساعد في توزيع المواد الدراسية، دفع العديد من الأسر إلى اتخاذ قرار صعب وهو إخراج أطفالهم من المدارس وإدخالهم إلى سوق العمل لتحسين وضعهم المالي.
بدوره، أفاد مراسل “حلب اليوم” في دير الزور أن أسعار القرطاسية قد ارتفعت بشكل كبير مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، فقد بلغ سعر الدفتر الواحد بين 15 و35 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر القلم المتوسطة إلى أكثر من 5 آلاف ليرة، وسعر الحقيبة الدراسية إلى حوالي 100 ألف ليرة، كما تراوحت تكلفة تجهيز طالب في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية إلى أكثر من نصف مليون ليرة.
وأشار مراسلنا إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار يعود إلى الضرائب المالية الكبيرة التي تفرضها القوى المسيطرة على المستلزمات الدراسية القادمة من خارج المدينة، مما دفع التجار والمكتبات إلى زيادة الأسعار لتغطية تكاليف النقل وتحقيق مكاسب.
جميل الرجب، من سكان مدينة البصيرة ويعمل في مكتبة لبيع القرطاسية، أكد أن “حركة البيع هذا العام ضعيفة جداً مقارنةً بالأعوام السابقة بسبب ارتفاع الأسعار”.
وأضاف أن العائلات التي لديها أكثر من طالب تجد صعوبة كبيرة في تجهيزهم، حيث وصل مبلغ تجهيز الطالب الواحد إلى أكثر من نصف مليون ليرة سورية، مما يمثل عبئاً ثقيلاً على الأسر.
وأشار الرجب إلى أن بعض العائلات اتجهت لشراء القرطاسية بالدين لتخفيف الأعباء الفورية، بينما اختار آخرون إخراج أطفالهم من المدارس والعمل بدلاً من ذلك، خاصةً الطلاب في المراحل الإعدادية والثانوية التي تتطلب تجهيزات أكبر.
يشار إلى مناطق سيطرة قسد في دير الزور تواجه تحديات متعددة في قطاع التعليم، بما في ذلك عدم تقديم دعم كافٍ للقطاع، وانتشار الفساد والمحسوبية، مما يساهم في تفاقم الأزمات المعيشية ويزيد من معاناة الأهالي، الذين يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة لتحسين وضعهم الاقتصادي.