ياسر العلاوي
تستعر حرب النفوذ في دير الزور شرقي سوريا، وترتفع معها حدة الاشتباكات بين الميليشيات تارة والقصف بين ميليشيات إيران والتحالف الدولي تارة أخرى، والخسر الأكبر هم المدنيون الساكنون في تلك المنطقة.
الميليشيات الإيرانية استهدفت حقل كونيكو للغاز بعدة قذائف صاروخية أمس الثلاثاء، رد عليها التحالف الدولي بقصف نقاط تابعة للحرس الثوري والميليشيات التابعة له دون الحديث عن الخسائر.
الصحفي عهد الصليبي قال لموقع حلب اليوم “إن مصدر القصف هو الميليشيات الإيرانية التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، ويدير عملياتها العسكرية في دير الزور، وهو المسؤول عن تحركاتها بشكل كامل شرقي سوريا”.
وأضاف الصليبي “القصف الذي استهدف حقل كونيكو مصدره القرى السبع التي يسيطر عليها نظام الأسد والحرس الثوري شرق الفرات، وغالباً ما تكون منصات الصواريخ أو القذائف الصاروخية من هذه القرى؛ بسبب قربها من حقل كونيكو”.
وأكد أحمد العطرة الناطق باسم شبكة عين الفرات المعلومات الواردة من ريف دير الزور الشرقي لموقع حلب اليوم، وقال العطرة “مساء أمس استهدفت المليشيات الإيرانية، بقذائف صاروخية من مواقع تمركزها في بلدة خشام -إحدى القرى السبع التي يسيطر عليها النظام شرق الفرات- محيط حقل كونيكو، الذي تتخذه قوات التحالف قاعدة عسكرية لها بريف دير الزور، دون أن تحدث أضراراً أو توقع خسائر مادية أو بشرية”
وأضاف العطرة “ردّ التحالف على مصادر القذائف الإيرانية بقصف مدفعي بدايةً، ثم قامت طائرات حربية بتنفيذ 3 غارات استهدفت مواقع المليشيات الإيرانية في المنطقة الواقعة شرق الفرات، ما أدى إلى سقوط إصابات بين عناصر الميليشيات”.
وتعد القرى السبع الواقعة عند مدخل دير الزور الشمالي، نقطة انطلاق لعمليات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الإيرانية ضد القواعد التابعة للتحالف شرق الفرات، وتعد نقطة متقدمة بدرجة أقل للوجود الروسي في المنطقة، كما أنها تعد شريط تماس مباشر بين الحرس الثوري الإيراني والقوات الأمريكية المنتشرة بريف دير الزور الشرقي.
وعن كيفية إدخال الحرس الثوري السلاح لهذه القرى تحدث الناطق باسم شبكة عين الفرات أحمد العطرة قائلا: “القرى السبع تحوي بالأصل مستودعات أسلحة موزعة على عدة قرى، ولاسيما في قرية حطلة، كما تدعم المليشيات الإيرانية عناصرها في المنطقة عن طريق الجسر الترابي (الإيراني)، عبر شاحنات مدنية تدخل بشكل مستمر إلى هذه القرى، بالإضافة إلى أن نهر الفرات يمكن عبوره من النقاط الضيقة عبر (طوربيدات) وسفن توصل الذخيرة والسلاح”.
وعن النشاط الروسي مؤخراً في المنطقة ومحاولة طرح وجهة النظر الروسية ومحاولة إيران قطع الطريق عليها قال الصحفي عهد الصليبي “يحاول الإيرانيون تعكير صفو المفاوضات التي تجريها روسيا مع الأطراف المتحاربة شرق الفرات، وعمليات القصف تلك ليس الهدف منها إلحاق الضرر بالقواعد الأمريكية، لأنها قذائف قليلة، وليست ذات فاعلية كبيرة، وإنما هدفها إثبات وجود إيران كلاعب شرقي سوريا، وأنها صاحبة نفوذ، ولا يمكن تهميشها بهذه المفاوضات”.
وأضاف “القصف الذي استهدف محيط حقل كونيكو، جاء بعد إعلان صفحات موالية عن اتفاق قوات سوريا الديمقراطية والروس على فك الحصار عن المربع الأمني في الحسكة والقامشلي، وأيضاً تطرق الجانبان لما يدور في ريف دير الزور من اشتباكات، وهو ما لا تريده إيران”.
ويعيش الشرق السوري حالة اقتتال وصدامات بين قوات العشائر المدعومة من قوات الأسد وإيران، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، ما تسبب بارتفاع كبير بأسعار السلع والبضائع وفقدان بعضها من الأسواق، إضافة إلى استمرار نزوح المدنيين وهروبهم من مناطق القصف المتبادل والاشتباكات على ضفتي نهر الفرات.