حلب اليوم – دير الزور
تواجه محافظة دير الزور، وخصوصا القرى الحدودية مع العراق، موجة متزايدة من بيع العقارات نتيجة الأزمات الاقتصادية الحادة التي يعاني منها السكان، وفي هذا السياق، يظهر دور كبير للميليشيات الإيرانية وحزب الله في محاولة تغيير التركيبة السكانية للمنطقة من خلال شراء الأراضي والمنازل بأسعار منخفضة.
دور الميليشيات الإيرانية وحزب الله
يقول مراسل حلب اليوم، إن الأزمة الاقتصادية الصعبة دفعت العديد من سكان دير الزور لبيع ممتلكاتهم بأسعار منخفضة، وهو ما يُستغل من قِبل الميليشيات الإيرانية وحزب الله للتوسع في شراء العقارات في المناطق الحدودية.
وأوضح أن العديد سكان القرى الحدودية كـ”غرانيج – الهري – السويعية” اضطروا مؤخراً إلى بيع منازلهم وأراضيهم لتجار عقارات متعاونين مع مسؤولين إيرانيين، بأسعار منخفضة.
قلق السكان المحليين
وفي هذا الصدد، عبّر العديد من سكان دير الزور عن قلقهم إزاء هذه التغيرات الديموغرافية، إذ قال أحد المواطنين “أبو محمود”، من قرية السويعية لحلب اليوم: “نحن مضطرون لبيع أراضينا بسبب الظروف الاقتصادية، ولكننا نخشَى أن يؤدي ذلك إلى تغيير مستقبل قريتنا على نحو دائم”.
وأضاف: “نلاحظ منذ شهور ظهور وجوه جديدة وغريبة باتت تعيش في قريتنا، ولذلك بدأنا نخشى أن نفقد هويتنا الثقافية والاجتماعية”.
وفي إفادة خاصة لـ”حلب اليوم”، أكد عبد الله.ن من سكان قرية أبو حمام أن “الأهالي يشعرون بالقلق من التغيير الديموغرافي الجاري، حيث أصبحت العديد من الممتلكات التي بيعت الآن في أيدي أشخاص غرباء، ويبدو أن لديهم ارتباطات بمصالح خارجية”.
وأضاف عبد الله: “هذه الممارسات تزيد شعورنا بعدم الأمان، ونشعر أننا نخسر هويتنا تدريجياً، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة تدفع الناس لبيع ممتلكاتهم بأسعار منخفضة، لكن النتائج على الأرض لا تبشر بالخير”.
تغيير التركيبة السكانية
تشير المعلومات المتوفرة لمراسلنا إلى أن الميليشيات الإيرانية وحزب الله تستخدم شراء العقارات كأداة لتغيير التركيبة السكانية في دير الزور بما يتماشى مع مصالحهم الاستراتيجية.
زيادة على ذلك، يؤكد مراسلنا إلى أن شراء العقارات يُستخدم كوسيلة لغسيل الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات والسلاح، ولذلك فإن الهدف من شراء العقارات ليس استثماريًا بحتًا، بل هو جزء من خطة أكبر تهدف إلى تغيير سكان المنطقة بما يتناسب مع الأجندة السياسية للميليشيات.
وأوضح أن الميليشيات الإيرانية تسعى إلى إدخال سكان جدد يتبعون مصالحهم على حساب السكان الأصليين، مما يعزز نفوذهم، ويحقق أهدافهم السياسية والعسكرية في المنطقة.
أبعاد استراتيجية
وفي حديث خاص لـ”حلب اليوم”، أشار الصحفي والباحث عبد العزيز خليفة إلى أن “إيران، منذ عام 2014، تسعى لإنشاء ممر بري يربطها بسوريا ولبنان عبر العراق. ومن خلال شراء العقارات في دير الزور، تسعى الميليشيات الإيرانية وحزب الله إلى تعزيز سيطرتهم على هذه المناطق الاستراتيجية، وهو ما يشكل جزءًا من خطتهم الأوسع للتوسع الإقليمي وتغيير التركيبة الديموغرافية للسكان”.
وأشار إلى أن هذه التحركات من قبل الميليشيات الإيرانية وحزب الله تشكل تهديدًا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، مما يستدعي اهتمامًا دوليًا لوقف هذه الممارسات وضمان حماية حقوق السكان المحليين.