بعد اشتباكات وأحداث دامية شرق الفرات في نهاية آب 2023 بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية مدعومة من التحالف الدولي، بدأت منطقة ريف دير الزور الشرقي التي قسد، تعيش شكلاً جديداً من التحالفات، خاصة مع وجود قوى كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأخرى إقليمية مثل إيران وتركيا، وما يتبع لهذه القوى من ميليشيات وفصائل.
الصحفي فواز العطية قال لحلب اليوم “إن الاشتباكات تكاد تكون بشكل يومي، ومعظمها متفرقة في التوقيت والأماكن، وهذا ما يفسر عدم السيطرة على أي قرية أو منطقة شرقي الفرات، ربما هي استراتيجية متبعة من قبل جيش العشائر”.
وفي الوقت الذي يزداد فيه التوتر بريف دير الزور الشرقي، تتعالى أصوات بالحديث عن ارتباط قائد جيش العشائر إبراهيم الهفل بسلطة الأسد والميليشيات الإيرانية، لكن كثيرون قالوا إن هذا الجيش لا يرتبط بكامله أو بأكثره بقوات الأسد أو الميليشيات الإيرانية.
الصحفي فواز العطية تحدث عن الأخبار الواردة من دير الزور حول علاقة الهفل بسلطة الأسد، وقال “يمكن الحديث عن جزء كبير من جيش العشائر على أنهم لا يقاتلون تحت راية النظام أو الميليشيات الإيرانية وإنما منخرطون في قتال قسد لأسباب تتعلق بالمنطقة وإدارتها”.
وأضاف العطية “إبراهيم الهفل ونواف البشير وسعود السّطام ومجموعات مقربة منهم تعمل بشكل مرتبط بالنظام وإيران، وحصلوا بشكل أو بآخر على دعم من الميليشيات الإيرانية بالسلاح والذخائر الخفيفة، كما أن النظام سمح لكثير من أبناء العشائر من السوريين المنخرطين في الميليشيات التابعة له أو للحرس الثوري بعبور نهر الفرات والاشتراك بالقتال إلى جانب الهفل والبشير والسطام”.
مصادر في ريف دير الزور الشرقي قالت لموقع حلب اليوم “إن نسبة كبيرة ممن عبروا نهر الفرات من غربه لشرقه والتحق بجيش العشائر هذه المرة كان منتمي للدفاع الوطني وميليشيات أخرى تنتمي لما يسمى القوات الرديفة”.
وأضافت المصادر “هذا الحال جعل كثير من أبناء العشائر المنتمين أساساً للثورة إلى الوقوف ضد ما يحدث وفضح تحركات إيران والنظام في المنطقة، وأيضاً فضح ما قامت به إيران من تدريب وتزويد بعض المقاتلين المنتمين لجيش العشائر بالسلاح والذخيرة، وهنا نتحدث عن البعض وليس الكل”.
بالتوازي مع ما يحدث في دير الزور من اشتباكات بين جيش العشائر وقسد، تحاصر الأخيرة المربعات الأمنية التابعة لسلطة الأسد في القامشلي والحسكة منذ أسبوع تقريباً، وتحاصر معه عشرات الآلاف من الساكنين هناك، مانعة عنهم الدخول والخروج أو إدخال المواد الأساسية.
مصادر من الحسكة قالت لحلب اليوم “إن قسد فرضت حصاراً على المربع الأمني وكان شرطها توقف النظام عن دعم إبراهيم الهفل عن مهاجمة مواقع قسـد بدير الزور، وحتى بالاجتماع مع الروس طالبو بتسليم الهفل شرطاً لفك الحصار عن المربع الأمني، إلا أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود”.
وتعيش منطقة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور والحسكة حالة من التوتر والمواجهات من فترة لأخرى، بدأت منذ عام تقريباً كان السبب المباشر فيها هو الغدارة غير الصحيحة للمنطقة وتسمية شخصيات عسكرية ومدنية لقيادتها أطلق عليهم أهالي ريف دير الزور الشرقي وصف “الفاسدون” وما تبعه من اعتقال قيادة المجلس العسكري التابع لقسد في دير الزور، إضافة إلى الاستمرار باستخدام القوة ونهج الاعتقالات ضد أبناء المنطقة، ما أسفر عن تجدد هذه الاشتباكات مرة أخرة منذ أسبوع ولكن برؤى ودعم وقوى جديدة.