حلب اليوم – خاص
شهدت مناطق شرق دير الزور تصعيدًا عسكريًا بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات العشائر المدعومة من سلطة الأسد، ما أدى إلى مقتل 17 مدنياً ونزوح جماعي للسكان.
وفقًا لمراسل حلب اليوم في دير الزور، فإن المواجهات العسكرية بين الطرفين، التي استمرت لسبعة أيام بريف دير الزور الشرقي، خلفت مجزرتين في مناطق قوات “قسد” أسفرتا عن مقتل 11 مدنيًا، بينهم ستة أطفال وأربع سيدات جراء قصف لقوات سلطة الأسد طال بلدة الدحلة، كما قتلت سيدة أخرى إثر قصف مماثل استهدف بلدة أبو حمام.
في المقابل، شنت قوات “قسد” يوم الأحد الماضي (11 – آب/أغسطس) هجوماً على بلدة البوليل الخاضعة لسيطرة سلطة الأسد، ما أدّى أيضاً إلى مقتل مدنيتين، إحداهما طفلة، كما سقط ثلاثة مدنيين آخرين، بينهم طفل، في ذات البلدة، نتيجة لتبادل إطلاق النار والقصف بين الطرفين دون التمكن من تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات.
وقال أحد المدنيين من بلدة الدحلة، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن “قوات سلطة الأسد استهدفت بيوتنا بشكل مباشر، وكان من بين الضحايا أطفال صغار وسيدات لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا في منازلهم وقت القصف”. وأعرب عن خوفه من استمرار هذه الهجمات التي “لا تميز بين المدني والمسلح.”
من جهة أخرى، أفاد مدني آخر من بلدة “أبو حمام” بأن “القصف كان عشوائيًا للغاية، ونحن كنا نحاول الهروب من البلدة، ولكن قوات سلطة الأسد كانت تلاحقنا بالقذائف.” وأضاف: “فقدنا الكثير من الجيران والأقارب، ولا نعلم أين سنذهب من الآن فصاعدا.”
وأدّى تصاعد الاشتباكات بحسب مراسلنا، إلى موجة نزوح مئات المدنيين من قرى وبلدات مثل “ذيبان والكشكية وأبو حمام والبصيرة والزر والصبحة والدحلة وجديد بكارة” الواقعة ضمن مناطق سيطرة “قسد”، نتيجة تعرضها للقصف المدفعي من قبل قوات سلطة الأسد، كما شهدت بلدات البوليل والطوب وبقرص والدوير والكشمة، الواقعة ضمن مناطق سيطرة سلطة الأسد، نزوحاً مماثلًا جراء قصف لقوات “قسد” استهدف تلك البلدات بقذائف الهاون.
وفي هذا السياق، أورد مراسلنا عن المدعو “أبو سلطان”، وهو أحد وجهاء عشيرة البوشيخ، والذي طالب بضرورة إبعاد المدنيين عن المواجهات، باعتبارهم الضحية الأولى للهجمات العشوائية، وأكد أهمية حماية المدنيين الذين عانوا ويلات سنوات الحرب.
وأعرب “أبو سلطان” عن استغرابه من غياب دور التحالف الدولي عن هذه الأحداث، مطالباً الأخير بوضع الحلول الممكنة وفرض طوق حماية للمدنيين.
وفي ظل استمرار التصعيد العسكري وتزايد عدد الضحايا المدنيين، يؤكد مراسل حلب اليوم على أن الأوضاع في دير الزور لا تزال مقلقة، وسط مطالبات متزايدة من السكان المحليين بضرورة حمايتهم وإبعادهم عن دائرة الصراع.