استأنفت إسرائيل من جديد استهداف الوجود العسكري الإيراني في سوريا، منذ قصفها القنصلية الإيرانية بدمشق في الأول من نيسان الفائت، والذي أدى لمقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين على رأسهم رضي موسوي قائد الحرس الثوري في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الهجمات الإسرائيلية غرب حلب قبل يومين، أودت بحياة مستشار في الحرس الثوري الإيراني، كان بمهمة إشراف شمالي سوريا.
وكالة (إسنا) الإيرانية الحكومية قالت “إن ضابطاً يدعى سعيد آيبار وهو مستشار كبير في الحرس، قتل في الهجمات التي استهدفت موقعاً غربي حلب” دون أن تذكر تفاصيل أخرى.
وكانت مصادر أكدت لحلب اليوم مصرع 16 عنصر يتبعون لحزب الله اللبناني وفصائل إيرانية أخرى في هجوم إسرائيلي غربي حلب، حين استهدفت غارات جوية موقعاً للميليشيات الموالية لإيران، فيما قالت وكالة سانا التابعة لسلطة الأسد نقلاً عن مصدر عسكري “إن هجوماً إسرائيلياً استهدف موقعاً للجيش غربي حلب أدى لسقوط قتلى وجرحى وأضرار مادية في الموقع” دون ذكر جنسيات القتلى وصفاتهم العسكرية.
ناشطون ذكروا لحلب اليوم أن من بين المواقع المستهدفة معمل لصهر النحاس قرب بلدة حيّان بريف حلب الشمالي الغربي.
وتشن إسرائيل منذ سنوات، هجمات تستهدف مواقع حرس إيراني الثوري والميليشيات التابعة لها في سوريا والعراق، بغارات جوية أو قصف صاروخي ما أدى لمقتل كبار القادة والمستشارين العسكريين الإيرانيين العاملين في سوريا، خاصة بعد مقتل قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني بغارة أمريكية استهدفته قرب مطار بغداد الدولي برفقة أبو مهدي المهندس رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران.
وشهدت المدن الإيرانية مرات عدة تشييع قتلى عسكريون سقطوا في سوريا، إما باشتباكات مع الجيش الحر وقوات المعارضة، أو بهجمات أمريكية إسرائيلية تستهدف قيادات الصف الأول ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى في الحرس الثوري.
وينتشر الحرس الثوري والميليشيات التابعة له على الأرض السورية في مناطق سيطرة الأسد، خاصة في دمشق وريفها وحمص وحلب، كما تعتبر محافظة ديرالزور مركزاً رئيسياً للوجود الإيراني بسبب موقعها على الحدود السورية العراقية، وهي بمثابة ممر للقوات والميليشيات وشحنات السلاح البرية الإيرانية إلى سوريا ولبنان، ما يفسر استهدافها بشكل مستمر من قبل التحالف الدولي وإسرائيل.