أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب تنفيذها عملية أمنية استهدفت مقراً قالت إنه يعود للخلية التي اغتالت القيادي في هيئة تحرير الشام “أبو ماريا القحطاني”، أمس الخميس.
وأصدر وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ “محمد عبد الرحمن” بيان قال فيه “إن جهاز الأمن العام نفذ عملية مداهمة استهدفت مقراً للخلية المتورطة باغتيال أبو ماريا القحطاني”.
وأضاف عبد الرحمن أن المداهمة حققت أهدافها، مبيناً “أن عنصراً من الخلية التي تنتمي لتنظيم الدولة قُتل وأصيب آخر واعتقل الباقون، كما فكك الأمن العام سيارة ودراجة مفخختين في موقع العملية، وتم العثور على متفجرات ودارات وصواعق وعدة أحزمة ناسفة وعبوات كانت مجهزة لأعمال أمنية”.
وجاء في البيان إن عناصر يتبعون للأمن العام انتشروا في منطقة وجود الخلية بمدينة حارم، كما نشرت حواجز أمنية في محيط المدينة حتى انتهاء المداهمة.
وفي بداية نيسان الماضي أعلنت تحرير الشام مقتل القيادي “ميسّر علي الجبوري” الملقب بـ “أبو ماريا القحطاني” نتيجة انفجار استهدفه داخل مضافته في سرمدا شمالي إدلب ما أدى لمقتله وإصابة 5 من مرافقيه حينها.
من هو أبو ماريا القحطاني؟
أبو ماريا القحطاني هو ميسر بن علي موسى عبد الله الجبوري، ولد عام 1976 في مدينة الموصل بالعراق، يلف الغموض شخصيته وسيرة حياته، ولكن أشهر ما عرف عنه، أنه كان عضواً في فدائيي صدام ثم انضم إلى الشرطة العراقية في الموصل، ومنها إلى القاعدة في العراق وشغل منصب رئيس الشرطة الدينية، وحتى هذه المعلومات تعرضت للانتقاد كون القحطاني كان يكفر بالبعث وأعضائه.
وصل القحطاني إلى سوريا عام 2011، كموفد من تنظيم القاعدة وتمهيدا لوصول “أبو محمد الجولاني”، وأسسا جبهة النصرة، وتقلد منصب قائد الشورى فيها.
في عام 2012 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو ماريا بتهمة الانتقال إلى سوريا من أجل نشر عقيدة القاعدة فيها.
القحطاني وقضية العملاء!
وكان القحطاني من الأسماء البارزة في قضية العملاء الأخيرة التي هزت عرش الجولاني، وأدت إلى زلزلة كيانه، بعد اعتقاله عددا من أبرز قادة الهيئة ورجالاتها، وبينهم أبو ماريا القحطاني.
وفي شهر آذار المنصرم برأت اللجنة القضائية التي شكلتها “هيئة تحرير الشام”، للبت في “قضية العملاء”، القيادي البارز في الهيئة “أبو ماريا القحطاني”، من تهمة العمالة، وأوصت بالإفراج عنه بعد أن أكدت بطلان الأدلة المقدمة ضده.
واستمر الأخذ والرد والتجاذب بين مختلف الأطراف والتيارات في هيئة تحرير الشام نحو 8 أشهر عقب خروج ملف العملاء للعلن، وهو ما أدى إلى خلق أزمة داخلية كادت أن تهدم ما أسسه الجولاني خلال أكثر من عقد من الزمن
هذا وكانت جبهة النصرة أدرجت على لوائح الإرهاب، عام 2012، وعلى الرغم من فك ارتباط الجبهة عن القاعدة وتغيير المسمى إلى “جبهة فتح الشام” إلا أن المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، مايكل راتني، أكد في آذار 2016، أن “الجبهة كيان إرهابي”.
ولم يستطع الفصيل الهروب من التصنيف، بعد تغيير المسمى إلى “جبهة فتح الشام”، حيث أصرت واشنطن في أيار 2017، على وضعه على قوائم الإرهاب.
وفي العام ذاته اندمجت جماعة جبهة فتح الشام مع أربعة فصائل سورية صغيرة وأطلقت على نفسها اسم هيئة “تحرير الشام”.
إلى هذا، تشهد إدلب وما يتبع لها منذ عدة أشهر مظاهرات سلمية مطالبة بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، إضافة إلى محاسبة المتسببين بمقتل واعتقال عدد من أبناء إدلب.