قتل القيادي العراقي البارز في هيئة تحرير الشام “أبو ماريا القحطاني” وأصيب مرافقه أبو عمر الديري وعناصر آخرين إثر تفجير انتحاري داخل مضافته في سرمدا في ريف إدلب الشمالي، في الساعات الأولى من اليوم الجمعة 05/04/2023.
وتداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أنباء غير مؤكدة عن إصابة “يوسف الهجر” في الانفجار، واسمه التنظيمي “أبو البراء الشامي” وهو مدير المكتب السياسي لهيئة تحرير الشام، وهو ما قد يثير تساؤلات عدة عن أهداف منفذي التفجير وشخصياتهم، في حال صدقت تلك الأنباء، وإن كان العملية في إطار الاغتيال أم التصفية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، إلا أن هيئة تحرير الشام أصدرت بيانا نشرته عبر مؤسسة أمجاد الإعلامية التابعة لها اتهمت فيه تنظيم الدولة بقتل “القحطاني” جراء هجوم باستخدام حزام ناسف.
من هو أبو ماريا القحطاني؟
وأبو ماريا القحطاني هو ميسر بن علي موسى عبد الله الجبوري، ولد عام 1976 في مدينة الموصل بالعراق، يلف الغموض شخصيته وسيرة حياته، ولكن أشهر ما عرف عنه، أنه كان عضوا في فدائيي صدام ثم انضم إلى الشرطة العراقية في الموصل، ومنها إلى القاعدة في العراق وشغل منصب رئيس الشرطة الدينية، وحتى هذه المعلومات تعرضت للانتقاد كون القحطاني كان يكفر بالبعث وأعضائه.
وصل القحطاني إلى سوريا عام 2011، كموفد من تنظيم القاعدة وتمهيدا لوصول “أبو محمد الجولاني”، وأسسا جبهة النصرة، وتقلد منصب قائد الشورى فيها.
في عام 2012 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو ماريا بتهمة الانتقال إلى سوريا من أجل نشر عقيدة القاعدة فيها.
القحطاني وقضية العملاء!
وكان القحطاني من الأسماء البارزة في قضية العملاء الأخيرة التي هزت عرش الجولاني، وأدت إلى زلزلة كيانه، بعد اعتقاله عددا من أبرز قادة الهيئة ورجالاتها، وبينهم أبو ماريا القحطاني.
وفي شهر آذار المنصرم برأت اللجنة القضائية التي شكلتها “هيئة تحرير الشام”، للبت في “قضية العملاء”، القيادي البارز في الهيئة “أبو ماريا القحطاني”، من تهمة العمالة، وأوصت بالإفراج عنه بعد أن أكدت بطلان الأدلة المقدمة ضده.
واستمر الأخذ والرد والتجاذب بين مختلف الأطراف والتيارات في هيئة تحرير الشام نحو 8 أشهر عقب خروج ملف العملاء للعلن، وهو ما أدى إلى خلق أزمة داخلية كادت أن تهدم ما أسسه الجولاني خلال أكثر من عقد من الزمن
هذا وكانت جبهة النصرة أدرجت على لوائح الإرهاب، عام 2012، وعلى الرغم من فك ارتباط الجبهة عن القاعدة وتغيير المسمى إلى “جبهة فتح الشام” إلا أن المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، مايكل راتني، أكد في آذار 2016، أن “الجبهة كيان إرهابي”.
ولم يستطع الفصيل الهروب من التصنيف، بعد تغيير المسمى إلى “جبهة فتح الشام”، حيث أصرت واشنطن في أيار 2017، على وضعه على قوائم الإرهاب.
وفي العام ذاته اندمجت جماعة جبهة فتح الشام مع أربعة فصائل سورية صغيرة وأطلقت على نفسها اسم هيئة “تحرير الشام”.