أكد مدير مشفى المواساة في دمشق عصام الأمين انتشار متحور كورونا الجديد (JN.1) بشكل واسع في مناطق سلطة الأسد.
وقال اﻷمين لموقع “غلوبال” الموالي لسلطة اﻷسد، إن المتحور الجديد بدأ بالانتشار منذ نهاية العام الماضي 2023، مؤكداً أن الاختلاط ساهم بتوسعه بشكل كبير.
ولفت إلى أن معظم المرضى يعتقدون أنهم مصابون بـ “الكريب” لأن الأعراض تكون ضعيفة الشدة بينما الحالات شديدة الخطورة هي التي تصل إلى الرئة.
وأوضح أن أعراض متحور كورونا الجديد هي تنفسية علوية، رشح شديد، التهاب بلعوم، بحة صوت، ارتفاع حرارة، سعال شديد جداً مصدرہ الحنجرة، سيلان أنف وبعض الأعراض الهضمية.
ولفت إلى أنه لا يمكن علاج تلك اﻷعراض بأدوية الرشح والكريب إنما بمدعمات المناعة وفيتامين d وبعض المسكنات، مضيفاً أن معظم الحالات التي حصلت خفيفة وضعيفة الشدة، كما حدثت حالات وفاة نادرة بسبب مشاكل صحية يعاني منها المريض.
وبحسب الأمين فإنه لا يخلو بيت من إصابة يعتقد بأنها كريب، والحالات شديدة الخطورة كانت بسبب وصول أعراضه إلى الرئة، ما سبب حدوث ضيق نفس وهي حالات قليلة جداً.
وأكد أنه لا توجد في مناطق سلطة اﻷسد تقنية تحدد نوع متحور كورونا، مشيراً إلى حاجة “القطاع العام” للدعم من قبل القطاع الخاص، إلى جانب طرح فكرة “التأمين الصحي الخاص بكل مواطن، ليستطيع من خلاله الدخول والعلاج في أي مشفىً”.
وتتفاقم معاناة الكوادر الطبية في المشافي العامة بمناطق سيطرة اﻷسد، مع ضعف الرواتب، وعدم صرف بعض المستحقات والتعويضات المالية، فيما تسعى أعداد متزايدة منهم إلى الهجرة.
وفي تقرير سابق نقل موقع “المشهد اونلاين” الموالي لسلطة اﻷسد عن عدد من فنيي التخدير في مستشفى الأطفال بدمشق شكواهم من عدم حصولهم على تعويض طبيعة العمل المستحق لهم وفق مرسوم تشريعي صادر عام 2023.
ويشتكي اﻷطباء العاملون في المشافي العامة وطلاب الماجستير في كليات الطب من القرارات والقوانين التي تضعها سلطة اﻷسد، إضافةً إلى سوء اﻷوضاع العامة، والتي تدفعهم للهجرة.
وقال “أحد طلاب الماجستير في كلية الطب” لجريدة الوطن الموالية لسلطة اﻷسد، في تقرير سابق: “أي مستقبل طبي ينتظر بلادنا وسياسة العرقلة والتطفيش مستمرة؟”، معرباً عن استيائه من القرار “الحكومية”.
وتمنع سلطة اﻷسد الأطباء المقيمين في مشافي وزارة الصحة وطلاب الدراسات العليا من العمل في المشافي الخاصة أثناء فترة اختصاصهم، كما قررت مؤخراً إضافة سنة كاملة إلى اﻷعوام الدراسية على جميع الاختصاصات الطبية تحت مسمى سنة الامتياز.
من جانبه اشتكى “طبيب مقيم في مشفى المواساة” من الراتب البالغ نحو ٣٠٠ ألف بعد الزيادة، مضيفاً: “هل من المعقول بعد الدراسة والجهد أن يحصل الطبيب على هذا الراتب؟ كل القرارات التي تصدر تدفعنا نحو التفكير في الهجرة أكثر”.
ولفت إلى أن سياسية الحجز والإلزام “لا تنفع”، حيث أن “العمل في المشافي الخاصة بالنسبة للطبيب المقيم هو الملجأ الوحيد، وسنة الامتياز ليس منها أي فائدة.. نحن نضيع وقتاً لا أكثر”.
وتغادر الكوادر الطبية السورية مناطق سيطرة اﻷسد، مع حالة الانهيار الاقتصادي المتصاعدة، حيث يبحث الممرضون عن ظروف أفضل للعمل، نتيجة تدهور اﻷوضاع العامة وضعف اﻷجور.
ويبلغ راتب الممرضة الشهري نحو 260 ألف ليرة سورية (18 دولارا أميركيا) وهو بالكاد يكفي لتغطية تكلفة الطعام والشراب والمواصلات لأيام قليلة من الشهر، مقابل ظروف العمل الشاقة التي تتطلب منها العمل لأكثر 12 ساعة، حتى في أيام العطل الرسمية والأعياد.