يشهد قطاع تربية الدواجن في مناطق سيطرة اﻷسد عموماً، و القلمون بريف دمشق الغربي خصوصاً، أزماتٍ مستمرة، تهدد استمراره.
وقال مربو الدواجن في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، إن أسعار الصوص تشهد ارتفاعاً كبيراً، حيث وصلت قيمة الواحدة منها إلى 15 ألف ليرة وقد يشهد ارتفاعاً أعلى في رمضان القادم، بحسب ما ذكرته صحيفة تشرين الموالية لسلطة اﻷسد.
وذكر المربي هشام خلوف صاحب شركة لإنتاج الدواجن في المنطقة أن ارتفاع أسعار الصوص، على الرغم من الاستقرار الكبير في أسعار خامات العلف خلال الفترة الأخيرة، يعود إلى انخفاض الطلب على الشراء، وتراجع الكميات المعروضة.
وأرجع ذلك إلى “خروج الكثير من مربي الدواجن من “كار” التربية خلال أزمة نقص الأعلاف في الأسواق وارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لعمليات التدفئة” فضلاً عن “استغلال المربين الموسم الذي يسبق رمضان والعيد”.
وأكد عدد من مربي الدواجن في المنطقة أنهم عزفوا عن تربية صيصان الدواجن هذا العام بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدوها والأسعار المرتفعة في سعر الصوص، والتي باتت تخيم على قطاع الدواجن، لافتين إلى أنه “بات ضرورياً إيجاد حل حقيقي وليس شريكاً لإنقاذ ما تبقى من الدواجن”.
من جانبه قال مصعب عز الدين، أحد تجار الدواجن، إن السبب الرئيسي حالياً لما يجري في سوق الدواجن، هو ارتفاع أسعار الصوص التي زادت إلى الضعف عما كان يباع في السابق، فاليوم يباع بـ 15 ألف ليرة، بينما كان يباع قبل هذه الفترة بــ 7 آلاف ليرة، وهذا كله أدى إلى وجود نقص في أعداد الصيصان الموجودة في المزارع، ما أدى تلقائياً إلى نقص المعروض من الدواجن في أسواق بيعها.
وأضاف أن أصحاب المزارع عندما يجدون نقصاً في أعداد الصيصان، يقومون تلقائياً بخفض كمية الدواجن المباعة لأصحاب المحال، ومع نقص المعروض تدريجياً ترتفع أسعار الموجود حتى يصبح الإقبال على الشراء متوازناً مع أعداد الكميات المعروضة في الأسواق لحين انتهاء دورة جديدة في تربية الصيصان وعرض كميات ضخمة من الدواجن في الأسواق.
أما طارق عبد السلام وهو أحد تجار الدواجن، فقد توقع أن تنتهي أزمة ارتفاع أسعار الدواجن خلال شهرين على الأكثر بعد العيد ثم تعود مرة أخرى للانخفاض تدريجياً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة حتى ينتهي بها الحال إلى الأسعار التي كانت عليها قبل فصل الشتاء، والتي لامست فيها انخفاضاً مقداره 5 آلاف ليرة عن اليوم بالنسبة لسعر الكيلو من كل نوع.
ولفت إلى علاقة غلاء الدواجن مع زيادة أسعار اللحوم الحمراء والتوجه إلى استهلاك الدواجن أكثر، لكونها أقل في الأسعار مقارنة باللحوم الحمراء التي أصبح الكيلو منها يسجل خلال هذه الأيام في القلمون 220 ألف ليرة للغنم و170ألفاً للعجل.
وتقدّر مديرية زراعة منطقة النبك في القلمون الغربي العدد الكلي لدجاج بيض المائدة في المنطقة بـ 97500 دجاجة تنتج 42998 بيضة، وعدد طيور الدجاج القروي في مدن وقرى وبلدات منطقة النبك بـ 15 ألف دجاجة تنتج 3780 بيضة، في حين يبلغ عدد دجاج الفروج 250 ألف دجاجة ينتج عنها 250 طناً من لحم فروج.
وتوجد في المنطقة 65 مدجنة لتربية الفروج، و35 مدجنة لتربية دجاج بيض المائدة، لكنها في تناقص، حيث تغلق أبوابها نتيجة غلاء الأعلاف وصعوبة الحصول على المحروقات وغلاء ثمنها، وبدائية عملية التربية والإيواء وعدم التوازن بين العرض والطلب في السوق، وتحكم التجار بأسعار الأعلاف وتصريف الإنتاج، بحسب ما ذكره المربون.
وكانت صحيفة الوطن الموالية لسلطة اﻷسد قد أكدت في تقرير نشرته اليوم السبت، أن هجرة من تبقى من التجار و المستوردين ورجال أعمال في مناطق السلطة مستمرة بسبب سياساتها.