انهار بناء مؤلف من خمسة طوابق في حي الوحدة بمدينة الحجر الأسود في محافظة ريف دمشق، جنوبي سوريا، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال نحو أسبوع.
وقال رئيس مجلس مدينة الحجر الأسود خالد خميس إن انهيار البناء “لم يتسبب بأية أضرار بشرية”، مدعياً أن السبب يعود إلى “تصدع البناء وتأثره بممارسات المجموعات المسلحة خلال فترة تواجدها في المنطقة” على حد وصفه.
وأضاف أن العوامل الجوية والأمطار الغزيرة التي حدثت مؤخراً، أسهمت بالانهيار، حيث توجد العديد من الأبنية الآيلة للسقوط التي تهدد السكان في المدينة.
وكان بناء غير مأهول قد انهار منذ أيام عدة في حي الجزيرة بشارع الثلاثين في مدينة الحجر الأسود، فيما تتفاقم مشكلة انهيار المباني جراء اﻷمطار في ريف دمشق، وسط إهمال تام للمنطقة منذ سيطرة قوات اﻷسد عليها قبل عدة سنوات.
وسبق أن توفي شخصان وأصيب ثالث بحادثة مشابهة نهاية الشهر الماضي نتيجة انهيار جدار استنادي لأحد الأبنية في مساكن التعمير في منطقة دمر الشرقية في ريف دمشق .
وتُعتبر هذه الحادثة أمس هي الرابعة من نوعها خلال شهر واحد في دمشق وريفها، والثانية في الحجر اﻷسود، وقد سُجلت حادثة انهيار جدار منزل في منطقة دمشق القديمة بتاريخ 14 كانون الثاني 2024، بعد الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها البلاد، واقتصرت الأضرار حينها على الماديات.
وحصل انهيار البناء، لكونه متصدعاً من قصف سابق على شارع الثلاثين، حيث شنّت قوات اﻷسد حملة قصف وحصار في 2018 قبل دخولها للحي بالقوة.
وذكر موقع “أثر برس” الموالي لسلطة اﻷسد أن الانهيار خلّف أضراراً مادية، حيث نقل عن “مصدر في محافظة ريف دمشق” أن المبنى سقط نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الآونة الأخيرة.
ونوه “المصدر” بأن المنطقة فيها الكثير من الأبنية التي تحتاج إلى هدم وترحيل، معتبراً أن “الوحدة الإدارية تتحمل المسؤولية، لعدم إزالة هذا البناء”، ومؤكداً “إصدار عدة بلاغات بهذا الشأن في إطار حماية القاطنين في المنطقة”.
وتمنع الفرقة الرابعة الإدارة المحلية التابعة لحكومة اﻷسد، من إزالة اﻷنقاض من المناطق الاي تعرضت للتهجير بمحيط دمشق، حيث تستمر ورشات تابعة لقوات اﻷسد في عملية الهدم بغرض التعفيش وتدوير الأنقاض وسحب الحديد منها.
وذكر موقع سوريا ريبورت المختص بالملكية العقارية وحقوق السكان، في تقرير سابق، أن عمليات الهدم والتعفيش في الحجر اﻷسود لم تتوقف منذ سيطرة قوات الأسد عليها منتصف عام 2018، حيث تتركز العمليات في حيي الجزيرة والأعلاف وأطراف المدينة من جهة حي القدم.
وتقوم بعمليات الهدم ورشة متعاملة مع الفرقة الرابعة من قوات النخبة التي يقودها ماهر الأسد، عبر ضباط مرتبطين معه، حيث تسيطر الفرقة على كافة عمليات التعفيش.