مع استمرار حالة الفلتان الأمني الموجه من قبل أجهزة المخابرات التابعة لسلطة الأسد، في محافظة السويداء منذ عام 2015 وبعد مرور أكثر من 165 يوم على الحراك المدني، بدأ المجتمع الأهلي في السويداء بخطوات جدية لسد الفراغ الأمني الذي سبب حالات خطف وقتل وسلب وسرقة للممتلكات العامة والخاصة.
يقول مراسل حلب اليوم في السويداء، إن عمليات تحطيب قضت على ما يزيد عن 60% من الغطاء الأخضر للمحافظة، وبدأت مؤخراً بالتطاول على الأراضي الزراعية، وسط غياب أي دور لسلطة الأسد والضابطة العادلية.
وأوضح مراسلنا أن أهالي السويداء وجدوا أنفسهم مؤخراً مضطرين لحماية الممتلكات الخاصة والعامة، ومحاربة تجار المخدرات، بطرق عدّة.
وأشار إلى أن بعض أهالي السويداء قاموا بتفويض فصائل محلية للتخلص من مجموعة امتهنت تجارة المخدرات، كما فوض أهالي قرية “ذيبين” في الريف الجنوبي “حركة رجال الكرامة” لتخليصهم من تجار المخدرات. والتي بدورها نفذت حملة أمنية الأسبوع الماضي، وتمكنت من إلقاء القبض على 6 من أبرز التجار في القرية.
وذكر مراسلنا أن بعض أهالي السويداء دعوا إلى تشكيل دوريات لحماية الأراضي الزراعية، بهدف حماية الأراضي الزراعية من المحطبين.
وكانت أعلنت شبكة الراصد المحلية عن تصدي مجموعات أهلية للصوص الكابلات وخطوط الهاتف في أحياء مدينة السويداء.
وخلال إعداد هذا التقرير التقى مراسل حلب اليوم مع الناشط السياسي “فهد حوراني”، والذي اعتبر أنه بالوقت الذي يحاول النظام الضغط على المحتجين من خلال التشهير الإعلامي لبعض الناشطين، والتهديد بالفصل من الوظائف، واستخدام الفصائل التابعة له لاختلاق حوادث أمنية، يتمتع اللصوص والمهربين والحطابين بحصانة من قبل الأفرع الأمنية، وبعد الضربات الأردنية الأخيرة وجد أهالي المحافظة أنفسهم أمام مسؤولية حماية أنفسهم، وهذا ما يريده النظام، على حد قوله.
وزاد حوراني: “النظام يسعى منذ الأيام الأولى للاحتجاجات بدفع أهالي السويداء للمطالبة بالإدارة الذاتية ليتخلى عن مسؤولياته من جهة ويبرر أمام المجتمع الدولي أي عملية عنف سيستخدمها في المستقبل لقمع الاحتجاجات، وهذا ما لم يتحقق في ظل تمسك أهالي السويداء بالخط الوطني، واعتبار ثورتهم امتداد لثورة 2011″.
يذكر أن محافظة السويداء تسجل بشكل شبه يومي حالات سرقة وقتل وخطف، من حملة البطاقات الأمنية، بحسب ما أشارت تقارير سابقة ومصادر عديدة حصل عليها مراسل حلب اليوم.