اتفق مالكو اﻷراضي والكروم في ريف السويداء الشرقي على إنشاء مجموعات محلية مسلحة، لحماية أشجارهم من التقطيع بعد وقوع عدة عمليات سرقة، ومحاولات للتحطيب بالقوة، وسط حالة من الفلتان اﻷمني تشهدها المنطقة.
وقال موقع الراصد المختص بشؤون المحافظة إن عائلات السويداء ممن يملكون أراضي وكروماً في منطقة ظهر الجبل؛ عقدت اجتماعًا لمناقشة الإجراءات اللازمة للتصدي لنشاطات “عصابات التحطيب وداعميهم، بما في ذلك التجار الذين يبيعون الحطب دون تراخيص”.
وأعلن المجتمعون في بيان إنشاء مجموعة “فزعة الجبل” التي ستتألف من كافة العوائل، حيث يتعين على كل عائلة تقديم قائمة تضم من 5 إلى 10 شبان وتنظيم دوريات على مدار الساعة، مع تفعيل نقاط حراسة.
وحذّر البيان من أنه سيتم “استهداف أي شخص يتواجد في منطقة ظهر الجبل بقصد السرقة والتحطيب”، حيث سيُعتبر “قتيل عار لا دية ولا ثأر له”.
كما ستكون “مراقبة ومتابعة مراكز ومحلات بيع الحطب” من مهام “فزعة الجبل”، مع إلزام كل عائلة لديها بساتين بمنطقة ظهر الجبل بتبني هذه الخطوات، وحتى من يملك حراسة خاصة.
وهذا الاجتماع هو الثاني خلال يومين حيث جرى يوم الخميس الفائت اجتماع لعائلات المدينة للغاية نفسها، وتمّ لاتفاق على أن يبدأ التنفيذ يوم غدٍ الأحد عقب اجتماع نهائي.
وكان ريف السويداء الشرقي قد شهد اشتباكات عنيفة في العاشر من الشهر الجاري، بسبب محاولة مسلحين تحطيب كروم تتبع للأهالي وبالقوة.
وذكر موقع “السويداء 24” المحلي حينها أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين مجموعة حطّابين من جهة، وأصحاب الكروم من جهة أخرى، في منطقة ظهر الجبل شرقي المحافظة.
وقال إن عشرات المسلحين، كانوا يقطعون الأشجار في منطقة ظهر الجبل، بهدف الإتجار بها، لكن أصحاب الكروم توجهوا إلى المنطقة لطردهم، فاندلعت اشتباكات بين الطرفين في المنطقة المذكورة.
واحتجز المسلحون خلال الاشتباك شاباً من أبناء المنطقة مع سيارته، فيما احتجز أصحاب الكروم من جهتهم شخصاً آخر من المسلحين.
وتسبب الاشتباك بإصابة عدد من السيارات بالرصاص، دون تسجيل خسائر بشرية، فيما شهدت مدينة السويداء توتراً وتجمعات للفصائل المحلية وأصحاب الكروم.
وبعد توارد معلومات عن اقتياد المحتجز إلى منطقة مصاد، التي “يبدو أن غالبية الحطابين ينحدرون منها”، توجه أصحاب الكروم إلى منزل قائد المجلس العسكري في حركة رجال الكرامة “مزيد خداج”، للتدخل في الموضوع.
ووفقاً للمصدر فقد جرت مفاوضات في ريف السويداء الشرقي أفضت إلى إطلاق المحتجزين من الطرفين، فيما “تتجه تداعيات هذه المشكلة الطارئة إلى الحل”.
لكن الموقع حذّر من أن أسباب المشكلة قد تتطور إلى مزيد من أحداث العنف في الفترة المقبلة، حيث “بات التحطيب الجائر، عملاً إجرامياً منظماً”.
يشار إلى أن الفرقة الرابعة تحتكر عمليات التحطيب في عموم مناطق سيطرة قوات اﻷسد، إلا أن خروج السويداء – إلى حد كبير – عن السيطرة العسكرية الكاملة جعل الملف بيد عصابات محلية.
كما يشكو سكان المحافظة من عمليات سرقة واسعة تطال ممتلكات اﻷهالي الخاصة، والمرافق العامة، وسط إهمال من قبل سلطة اﻷسد.