تحت عنوان “مكافحة المخدرات” نفذت قوات الجو الأردنية ما يزيد عن عشرين غارة على الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، جنوبي سوريا، منذ بداية العام الجديد، خلفت 19 قتيلاً، آخرهم في قرية عرمان بالريف الجنوبي، والتي استهدفت مبنى سكني مخلفةً 10 قتلى بينهم أربعة أطفال.
وجاءت تلك الغارات وسط غياب أي تصريح رسمي من الأردن وتعتيم كامل من قبل وسائل إعلام سلطة الأسد.
يروي مراسل حلب اليوم في السويداء مجموعات مدعومة من قبل المخابرات التابعة لسلطة الأسد ومليشيات “حزب الله” تنشط داخل الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، و هي التي تعمل على تهريب المخدرات إلى الأردن، الذي اعتبرهم بدوره يشكلون تهديداً لأمنه القومي.
وكثرت التقارير الإعلامية التي تتحدث عن ضبط شحنات مهربة وتطبيق قواعد الاشتباك مع المهربين على طول الحدود، ومع بداية العام الحالي أعلن الأردن عن مقتل ضابط من الجيش الأردني والقبض على 15 من المهربين، تلاها إعلان عن عملية إنزال جوي نفذه في العمق السوري، لتبدأ بعدها بسلسلة من الضربات بوتيرة متصاعدة، استهدف فيها مخازن للمخدرات، فيما سقطت بعض الصواريخ في الأراضي الزراعية، وآخر الضربات استهدفت منازل مدنيين لا علاقة لهم بالمخدرات، بحسب ما قال أهالي القرية.
يقول مراسل حلب اليوم، إن التصعيد الأخير من قبل الأردن أثار الرأي العام في السويداء عموماً وفي ساحة الكرامة خصوصاً، فالبعض حمل لافتات كتب عليها «إن تاجر الكبتاغون موجود في القصر الجمهوري وليس في قرية عرمان»، فيما اتهم البعض الجانب الأردني بالتنسيق مع سلطة الأسد بهدف إجهاض الحراك المستمر منذ 5 أشهر.
السويداء ممراً آمناً لعبور المخدرات
يرى الناشط اﻹعلامي “فهد الحوراني” أن الجانب الأردني يعلم جيداً بالفراغ الأمني الذي صنعته سلطة الأسد في المحافظة، لتكون ممراً وسوقاً لتهريب وتصريف المخدرات، وعدم صدور أي تصريح من سلطة الأسد على الضربات دليل على ذلك، علما أن وزير الخارجية الأردني قال في حديث سابق له بأن الأردن ستصرح في حال تنفيذها لأي عملية.
واعتبر الحوراني أثناء حواره مع “حلب اليوم” أن ما تشهده المحافظة من تصعيد أردني، يأخذنا إلى سيناريوهين «الأول» وهو أن الأردن يريد وضع أهالي المحافظة أمام خيار محاربة المهربين بأنفسهم، و«الثاني» هو أن الأردن وسلطة الأسد يريدان إجهاض الحراك الشعبي عبر الضغط على الأهالي وإجبارهم على اللجوء إلى الأسد لحمايتهم.
ماذا علقت حركة رجال الكرامة؟
وعلى إثر ما تشهده المحافظة، خرجت حركة رجال الكرامة في بيان طالبت فيه الأردن وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين، وأبدت الاستعداد للتعاون وتسليم المطلوبين في حال تم إرسال الأسماء لهم.
وبحسب ما أفاد أحد الأشخاص من أبناء المنطقة لحلب اليوم -رفض ذكر اسمه-:”أن المتورطين في التهريب معروفون بالاسم لكل أهالي السويداء، وهم يغادرون أماكنهم قبيل القصف الأردني، ولغاية الآن لم يتم استهداف المقار الرئيسية بل فقط مستودعات صغيرة والأردن تعلم ذلك، وأن المعلومات تأخذها من مخابرات سلطة الأسد، وأن رأس سلطة الأسد “بشار” لم يستطع إلى اليوم قصف السويداء مثل ما فعل بباقي المحافظات السورية فبعث لنا الأردن لتقصفنا!”.
يذكر أن تهريب المخدرات بات يُشكل المصدر الرئيسي لدخل الميليشيات الإيرانية وأذرعها في سوريا، في وقتٍ باتت سلطة الأسد تستخدمه كأداة ضغط على الأردن ودول الخليج، وفقاً لدراسات وتقارير حقوقية عدّة.