أكّد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، اليوم الجمعة 15 كانون الأول، أن القوات الروسية ليست بصدد الخروج من سوريا.
وقال بوتين في المؤتمر الصحافي السنوي، نقلته وكالة “تاس”، إنه لا يفكر بسحب القوات الروسية من سوريا، نتيجة وجود مصالح حيوية لبلاده في هذه المنطقة، مؤكداً أنه طالما أن وجود تلك الوحدات العسكرية مفيد لموسكو، فإنها ستبقى هناك.
واستكمل قائلاً: “نحن لا نُخطط بعد لسحب هذه الوحدات، لكني أود أن ألفت انتباهكم إلى أنني لم أسمِّ هذه النقاط الأساسية بشكل مختلف، ولم أسمّها قواعد”، مشدداً على أن موسكو “وفيةً إزاء التزاماتها الدولية”، وفق قوله.
وأضاف أن بلاده لا تبني هياكل طويلة الأمد في سوريا، وإذا لزم الأمر، يمكننا سحب جميع العسكريين بسرعة كافية، من دون أي خسائر مادية.
ويُشكل موقع سوريا الاستراتيجي والجيوستراتيجي، فضاءً حيوياً لروسيا على البحر الأبيض المتوسط وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً حيث تتشابك المصالح العالمية، ورغبة روسيا في استعادة موقعها في السياسة العالمية وترسيخ مكانتها الدولية.
وتربط روسيا علاقتها مع سلطة الأسد بتحالف تاريخي، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسـكرية التي أطرتها العديد من الاتفاقيات والمعاهدات بينهما خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وتحتفظ روسيا بالعديد من القواعد العسكرية منها البحرية في مدينة طرطوس، كما تحتفظ بمركز تنصت تجسسي رئيسي في جبال اللاذقية، فضلاً عن قاعدة حميميم العسكرية التي أنشأت جنوب شرق اللاذقية ومواقع في البادية السورية عقب التدخل العسكري المباشر لروسيا في عام 2015.
وتمثل هذه القواعد بعداً استراتيجياً هاماً لروسيا في ظل الهيمنة الأمريكية والغربية على منطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر من أهم الأسباب التي دفعت موسكو لدعم سلطة الأسد في سوريا، حماية المصالح الاقتصادية، إذ تمثل سوريا أحد أهم الشركاء التجاريين لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في مجال الاستثمار والتجارة والطاقة والسّلاح.
ويُلخص التدخل الروسي في سوريا لجملة من الأسباب أهمها التحكم في سوق الطاقة في العالم فضلاً عن رغبتها في الحفاظ على العقود والامتيازات التي حصلت عليها في سوريا، والتي دخلت منذ سنوات حيز التنفيذ كـ”عقد التنقيب البحري وعقود استثمار الغاز والنفط في البادية، لضمان سداد الديون السورية المتزايدة منذ بداية الثورة السوري”.
ولعلّ آخر الأسباب التي سنذكرها وهي التي تعتبر الأهم، هو مساعي روسيا لترويج أسلحتها، حيث أن العمليات الروسية في سوريا وعمليات استعراض الأسلحة من طائرات وصواريخ وأنظمة عسكرية يعتبر دعاية للتصنيع العسكري الروسي، وهو ما بدا جلياً في الفترة الأخيرة بعد تزايد صفقات شراء الأسلحة الروسية في منطقة الشرق الأوسط.