رفعت شركات النقل في السويداء جنوبي سوريا، أسعار الرحلات من وإلى دمشق من 5 آلاف ليرة سورية إلى 10 آلاف ليرة للنقلة الواحدة، في ظل انهيار مستمر لليرة، وسياسات حكومة سلطة الأسد التي تهدف إلى إلغاء “الدعم” عن المحروقات.
أحد العاملين في شركة النقل قال لمراسل “حلب اليوم”، اليوم الأحد، إن أسباب رفع أجور النقل تعود إلى ارتفاع سعر المحروقات، وبالأخص مادة المازوت، ومن جهة ثانية قطع الصيانة التي وصلت إلى أرقام مبالغ فيها.
وأفاد طالب جامعي يُدعى “عمر” لمراسلنا بأن راتب والده لا يصل إلى 150 ألف ليرة، وهو يعمل إلى جانب دراسته كنادل بأحد المقاهي.
وأضاف: ” لا أستطيع تكميل تعليمي وأتلقى 200 ألف ليرة، بعد هذه الزيادة أصبح راتبي بالكاد يكفي مواصلات أثناء فترة تقديم الامتحانات، فضلاً عن سعر المحاضرات، حيث أصبحت كل مادة تكلفني مع مواصلات 40 ألف ليرة وهذا ما أعجز عنه”.
أما “سلمى” وهي طالبة جامعية، فقرّرت بعد تلك الزيادة تعليق دوامها لكي لا تثقل كاهل أهلها، كما قالت لـ “حلب اليوم”: “بعد تلك الزيادة، سيعجز أبي عن تغطية النفقات وبالتالي قررت إيقاف الدوام حتى يأتي الفرج من الله”.
المراسل أوضح أن هذه الزيادة سببت ضرّراً على الموظفين أيضاً، فالكثير منهم يذهبوا إلى دمشق بشكل يومي، حيث وصل إيجار شقة متوسطة بمدينة جرمانا إلى 300 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ متوسط أجور الشركات الخاصة 600 ألف ليرة.
وبالتالي فإن هذه الزيادة بأسعار النقل ستكلف الموظفين 60% من رواتبهم، وسط موجات غلاء متلاحقة في أسعار السلع الأساسية وانهيار الليرة مقابل الدولار، حسب مراسلنا.
ويُعاني سكان مناطق سيطرة سلطة الأسد من عجز عن تأمين مستلزماتهم الأساسية، في ظل شحّ في الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والكهرباء والمحروقات.