يشكو اﻷهالي في محافظة السويداء جنوبي البلاد ارتفاعاً جنونياً في أسعار مختلف البضائع والمواد الغذائية، تزامناً مع الانهيار المتسارع في قيمة الليرة السورية، فيما تنتشر عصابات الخطف والسلب، وفقاً لما تؤكده مصادر محلية.
وذكر موقع “السويداء 24” المحلي أن أسعار كافة المواد شهدت ارتفاعاً جنونياً في وقت قصير، حتى باتت تكلفة صحن “السلطة” تتجاوز 10 آلاف ليرة بالتوازي مع ارتفاع أسعار الخضار والمواد الغذائية بشكل خاص، فيما “تنخفض قدرة المواطن الشرائية بشكل مستمر”.
وكان متوسط الراتب الشهري للموظف لدى حكومة سلطة اﻷسد قد انخفض إلى نحو 10 دولارات، مع وصول سعر الدولار الواحد إلى 12 ألف ليرة سورية، وسط تدهور مستمر.
ولا يقتصر هذا الحال على محافظة السويداء من بين مناطق سيطرة اﻷسد، إلا أنها تعاني أيضاً وسط سوء المعيشة من انتشار ظواهر الخطف والسلب والسرقة، فيما يتهم كثير من السكان سلطة اﻷسد بتعمّد ذلك، ردّاً على الرفض الشعبي لسيطرة قوات اﻷسد على المحافظة، حيث ينحصر وجودها في مربعات أمنية وقواعد عسكرية محددة.
ووفقاً للموقع نفسه فقد شهدت السويداء عمليات خطف متبادلة يوم الخميس الماضي، ما تسبب بحالة توتر، تبعتها مساعٍ أهلية لإطلاق سراح المخطوفين من الجانبين.
وقد خطف حاتم عدنان بلان من بلدة ملح، وعوضة السعيد من قرية الشعاب، كلاً من سيّار العثمان وأحمد العثمان من أهالي قرية المنصورة الواقعة في ريف السويداء الغربي؛ بعد أن اعترضا سيارة كانت تُقل الرجلين بين قريتي ملح والهويا، فيما “تشير المعلومات إلى وجود خلافات مادية بين الطرفين”.
بدورهم خطف أقارب سيّار وأحمد العثمان مدنياً من أهالي بلدة ملح، ردّاً على ذلك، بالرغم من عدم وجود أي “صلة للأخير بالخلاف”، وهو سائق سيارة أجرة، حيث استدرجه أقارب العثمان، “على ما يلدو”، إلى قرية المنصورة، واحتجزوه مطالبين بإطلاق سراح الشابين في ملح، مقابل الإفراج عن غزالة.
وسعت وساطات أهلية لإطلاق سراح المخطوفين من الجانبين، دون ورود أنباء عن تطورات القضية، فيما يشتكي اﻷهالي من خطورة هذه الحوادث، وتهديدها للسلم الأهلي، وتزايد الانتهاكات ضد المدنيين.
وذكر مراسل “حلب اليوم” منتصف الشهر الحالي، أن الفلتان الأمني عاد وبشدة إلى المحافظة كما عادت بعض الميليشيات التابعة لشعبة المخابرات العسكرية لتشكل نفسها بعد تفكيكها جراء الانتفاضة الشعبية في تموز من العام الماضي، وأبرز تلك المجموعات “قوات الفهد” التي شكلت نفسها مجدّداً في بلدة قنوات، ويقوم قائدها حالياً بتحصين مقره السابق.
وكان “يحيى الحجار” قائد حركة رجال الكرامة، رأس الحربة في انتفاضة تموز الماضي، قد تعرض لحادث سير فيما لم يعرف بعد إن كان الحادث مدبراً، بالرغم من تأكيد الصفحة الرسمية للحركة بأنه “قضاء وقدر”.
وبمقابلة مع الناشطة “سميحة عوام” قالت لحلب اليوم: “إن عودة الميليشيات بعد الحادث تشي بكون الحادث مدبراً، وبالأخص عودة حالات الخطف على طريق دمشق السويداء وعودة قوات الفهد للنشاط”.