أكّد رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقبلة بشأن سوريا “باولو بينيرو” في بيانٍ له، اليوم الأربعاء، استمرار الانتهاكات الجسيمة في سوريا، المتمثلة بالاعتقالات التعسفية والتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري والوفيات داخل السجون.
وبحسب البيان، فإنه من غير المقبول ترك وصول المساعدات الإنسانية بالكامل تحت سيطرة من وصفهم بـ “أطراف النزاع” الذين أوقفوا المساعدات في الماضي، داعياً لتمديدها لمدة 12 شهراً عبر المعابر الحدودية مع تركيا.
وأكّد البيان أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية معالجة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمأزقهم، وذلك لضمان تدفقات المساعدات الإنسانية التي يمكن التنبؤ بها والمستدامة في المستقبل.
قتلى مدنيون بغارات جوية
“بينيرو” قال إن هناك مدنيين قُتلوا في غارات يُشبته أنها تابعة لقوات سلطة الأسد وروسية وإسرائيلية وأردنية وتركية وأمريكية خلال الأشهر الماضية، مطالباً جميع الأطراف باتخاذ الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين.
وأضاف: “يجب أن تتوقف فوراً جميع الهجمات العشوائية والمباشرة على المدنيين والأعيان المدنية، ولا سيما الهجمات على الأهداف التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة”.
“بينيرو”: شعرنا بالفزع من تركيز الجامعة العربية على الكبتاغون
رئيس لجنة التحقيق الدولية أفاد بأنه شعر بـ “الفزع” حول تركيز جامعة الدول العربية على تحديات التعامل مع تجارة “الكبتاغون” واللاجئين السوريين ومكافحة الإرهاب، وذلك بعد إعادة سلطة الأسد إلى مقعد سوريا.
وتابع: ” لقد شعرنا بالفزع لرؤية القليل من الإشارة إلى الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان التي هي الأسباب الجذرية لهذا الصراع، والتي دأبت هذه اللجنة على توثيقها منذ 12 عاماً”.
وأعرب عن أمله أن تجعل الجامعة العربية هذه الاهتمامات المتعلقة بحقوق الإنسان أولوية في حوارها مع سلطة الأسد، والتي تشمل ممارسات الاعتقال الممنهجة، وانتهاكات حقوق السكن والأرض والممتلكات، وحقوق النازحين داخلياً أو خارج البلاد.
ووفقاً لـ “بينيرو”، فإن معظم اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يخشون العودة إلى سوريا بسبب الوضع الأمني في البلاد، والمخاطر التي يتعرضون لها، من الابتزاز والاعتقال والسجن والتجنيد وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية، إلى جانب الافتقار الشديد إلى فرض كسب العيش والعمل.
وشدّد على أن عودة اللاجئين إلى سوريا يجب أن تكون طوعية وآمنة وكريمة ومستدامة، كما يجب اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر، بما في ذلك من خلال التحقيق الدولي المستقل على الأرض، لضمان عدم تعرض العائدين لأي أذى.
وفي ختام البيان، رحّب “بينيرو” بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول إنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرياً في سوريا.