بدأت مجموعة من حواجز قوات سلطة الأسد المتمثلة بالفرقة “18” والفرقة “11”، العمل على إعادة تأهيل مواقعها المتواجدة على أطراف مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وسط حالة من التوتر الأمني الذي يسود المدينة عقب التهديدات بعمل عسكري.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال، اليوم الثلاثاء، إن عناصر قوات سلطة الأسد بدأت خلال اليومين الماضيين، برفع سواتر ترابية جديدة حول مكان تمركزهم على طريق حمص – الغنطو، وعلى الطريق الفاصل ما بين الأراضي الزراعية لمدينة تلبيسة وقرية الأشرفية ذات الغالبية “الشيعية”، إضافة لإجراء تحصينات جديدة على مدخل حاجز ملوك جنوب المدينة.
وتزامن ذلك مع إجراء تغييرات بالصف الأول داخل كتيبة “المهام الخاصة” بقوات سلطة الأسد، والتي شملت تعيين ضابط برتبة لواء لإدارة شؤونها، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها.
“محمد.غ” أحد سكان تلبيسة أفاد في تصريح لمراسلنا، بأن “التحركات التي راقبها الأهالي عن كثب شكّلت حالة من التوتر والرعب فيما بينهم، لا سيما أن معظمهم يبحث عن حياة هادئة نسبياً بعيداً عن أزيز رصاص الحرب الذي أهلك المئات من أبناءهم خلال فترة الحرب التي شهدتها المدينة على امتداد نحو سبعة أعوام ونيف”.
وأضاف “محمد” أنه “من الواجب على الوجهاء والأهالي اتخاذ موقف صارم حيال التهديدات الأمنية التي تطلقها أفرع المخابرات بين الحين والأخر جزافاً للوصول إلى هدفها المنشود والمتمثل باقتحام المنطقة وتعفيش ممتلكات أبناها الذين صنّفوا (بالمعارضة) على الرغم من خضوعهم لتسوية سياسية مع النظام الحاكم”.
وأشار في معرض حديثه، إلى ضرورة العمل على إعادة فتح قناة اتصال مع مطار “حميميم” الذي يضم القوات العسكرية الروسية، والتي تُعتبر الطرف الضامن لاتفاقية “خفض التصعيد” التي أبرمت بين المعارضة وسلطة الأسد منتصف العام 2018 الماضي، والتي تؤكد بنودها بعدم السماح بدخول قوات سلطة الأسد إلى المنطقة أو إجراء أي حملة عسكرية بحق أبناها.
وفي ذات السياق، أكد مراسلنا اعتقال 9 أشخاص من أبناء مدينة تلبيسة عند حاجز “المخابرات الجوية” المسؤول عن مدخل مدينة حمص الشمالي بشكل عشوائي، واقتاد عناصر الحاجز بضعهم إلى أقبية الأفرع الأمنية، بينما تم ابتزاز قسم آخر منهم وإخراجهم بعد دفع أموال تراوحت ما بين 100 و400 لف ليرة سورية.
وتشهد مدينة تلبيسة شمالي حمص، حالة من التخبط والتوتر الأمني بين أبناءها منذ يوم الثلاثاء الماضي، عقب مطالبة وجهاءها من قبل رؤساء الأفرع بالعمل على إنهاء نشاط تجار “المخدرات” والخطف والسلب بقوة السلاح، وإلا فسيتم اللجوء إلى حملة عسكرية الأمر الذي بات حديث الشارع خلال الفترة الراهنة.