نفى مصدر تركي مسؤول مناقشة ملف انسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا، في الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران وروسيا وسلطة اﻷسد ورؤساء الدفاع والمخابرات في موسكو يوم الثلاثاء الماضي.
وقال “مسؤول تركي كبير” لموقع Middle East Eye إن تركيا كررت مخاوفها بشأن “الجماعات الإرهابية” ودعت الأطراف إلى تسهيل عودة اللاجئين تحت مراقبة الأمم المتحدة، نافياً استعداد بلاده للانسحاب من سوريا في الوقت الحالي.
وأكد المسؤول أن الوفد التركي “لم يناقش انسحاب القوات من سوريا خلال المحادثات في موسكو”، مضيفاً: “لقد ناقشنا الوسائل المشتركة الممكنة للقتال ضد الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب”.
وكانت سلطة اﻷسد قد قالت إن الاجتماع ناقش انسحاب القوات التركية من سوريا إلى جانب افتتاح طريق “M4” السريع الإستراتيجي في جنوبي إدلب.
وسبق أن أجرى وزير الدفاع في سلطة اﻷسد محادثات مع نظيره التركي في موسكو في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بمشاركة رئيسي الاستخبارات في الجانبين.
وأوضح المسؤول التركي للموقع أن أي رسالة من سلطة اﻷسد تدعي خلاف ذلك هي “موقف يتعارض مع الدور البناء للحكومة التركية في المحادثات”.
وأضاف أن الموضوع الثاني الذي تمت مناقشته في المحادثات هو عودة اللاجئين السوريين، حيث أن “تركيا دعت إلى تفعيل عملية الحل السياسي في إطار نظرة عامة للأمم المتحدة وتسهيل العودة المشرفة والطوعية للاجئين إلى بلادهم بطريقة آمنة”.
ومضى بالقول: “لقد أكدنا من جديد مخاوفنا بشأن وجود الجماعات الإرهابية والميليشيات غير النظامية في سوريا.. يجب أن تكون عودة اللاجئين السوريين تحت رقابة وتفتيش الأمم المتحدة”.
من جانبه قال “عمر أوزكيزيلجيك”، الخبير المستقل في السياسة الخارجية والمتخصص في الشؤون السورية ، لموقع Middle East Eye إن سلطة اﻷسد كانت تنتظر نتيجة الانتخابات التركية لدفع المناقشات إلى الأمام بغض النظر عن الفائز؛ حيث سيصوت المواطنون الأتراك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار المقبل.
وأضاف الخبير أن الأسد كان يُجري المحادثات ويدلي بتصريحات تتعارض مع أنقرة، لإظهار نفسه على أنه الطرف الأقوى في المفاوضات.
ويشكل وجود 3.7 مليون لاجئ سوري في البلاد قضية رئيسية في الحملة الانتخابية، و”كل حزب سياسي يخوض الانتخابات وعد بتطبيع علاقات تركيا مع الأسد”، بحسب ما أشار إليه “أوزكيزيلجيك” الذي أكد أن سلطة اﻷسد “لا تريد أن تعطي هدية انتخابية لأردوغان بالموافقة على صفقة خاصة باللاجئين قبل التصويت”.