لقي عدد من عمال جمع الكمأة حتفهم جراء هجمات شنّها مجهولون عليهم، في ريف حماة الشرقي، وفقاً لمصادر محلية ووسائل إعلام تابعة لسلطة الأسد.
وذكرت المصادر أن مسلحين مجهولين يُعتقد أنهم من خلايا تنظيم “الدولة” قتلوا 26 شخصاً كانوا يبحثون عن الكمأ البري في بلدة “دويزين” شرقي محافظة حماة، يوم أمس الأحد، بينهم مدنيون وعسكريون من الميليشيات الموالية للأسد.
وكان عناصر الميليشيات الإيرانية قد تعرضوا للاختطاف في وقت سابق من قبل عناصر التنظيم، خاصةً “لواء فاطميون” و”زينبيون” المنتشران بالمنطقة، وتمّ قتل بعضهم وإطلاق سراح البعض مقابل فدية مالية.
وأمس اﻷول ارتكب مجهولون مجزرةً بحق رعاة الأغنام في بادية “بقرص” الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، حيث قُتل 5 أشخاص غالبيتهم من أبناء قرية “سعلو”، بريف دير الزور الشرقي.
وكانت الميليشيات الإيرانية قد شنّت هجوماً على عمال كانوا يجمعون الكمأ، في فبراير/ شباط الماضي، قرب بلدة السخنة في بادية حمص، بوسط البلاد، مما أسفر عن مقتل 53 شخصاً وجرح آخرين.
وسلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء، في تقرير نشرته منذ أيام، على ضحايا العمال من جامعي الكمأة بالبادية السورية، حيث تسمح لهم الميليشيات بالدخول للمناطق التي تكثر فيها هذه المادة مقابل إتاوات كبيرة.
وقالت الصحيفة إن الميليشيات تأخذ نسبة كبيرة من اﻷرباح، مقابل ترفيق العمال وتقديم معلومات حول مكان زرع الألغام، حيث يُضطر كثيرٌ منهم إلى الموافقة لتجنب خطر الموت، فضلاً عن إمكانية خطف العمال أو تصفيتهم في حال قرروا العمل بدون إذن.
وتلعب “الفرقة الرابعة”، التي يقودها “ماهر الأسد”، دوراً محورياً في ذلك مع ميليشيات “الدفاع الوطني” والتي يتهمها بعض جامعي الكمأة بتعمّد تنفيذ الهجمات ضدّهم من أجل ثني الناس عن الذهاب بمفردهم إلى أماكن جمع الكمأة.
وقال أحد السكان المحليين من محافظة دير الزور شرقي سوريا إنه انضم إلى مجموعة من العاملين تحت حماية ميليشيا “الدفاع الوطني”، موضحاً أن العناصر كانوا أنفسهم خائفين، وفي نهاية اليوم كان على العاملين بيع كل ما لديهم من كمأة لتاجر دفع نصف سعر السوق، ﻷن بقية الأرباح ذهبت إلى الميليشيا.
وذكر شاب آخر من مدينة دير الزور أنه خرج للعمل برفقة والده في مجموعات إلى الصحراء لجمع الكمأة، وذلك برفقة جنود من “الفرقة الرابعة” لحمايتهم، على أن يأخذوا نصف محصولهم بينما يشترون الباقي بنصف سعر السوق، أي أنهم سيحصلون على الربع فقط.
وقال الشاب للصحيفة إنه سئم من تسليم ما يعادل ثلاثة أرباع الأرباح إلى الميليشيات، فقرر أن ينسق مع رجال قبيلة محلية مسلحة لتوفير الحماية، لكنّهم تعرضوا لهجوم من مسلحين ودارت اشتباكات بين الجانبين ما اضطرهم للتوقف عن ذلك.
يُذكر أن العديد من المجازر وقعت خلال الموسم الحالي،وراح ضحية كلّ منها العشرات من العمال، فيما يتم اتهام تنظيم “الدولة” بتنفيذ الهجمات.