قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في تقريرٍ لها، أمس الخميس، إن الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرقي سوريا وأسفرت عن مقتل متقاعد أمريكي وإصابة 6 جنود آخرين بجروح، أعادت السؤال مُجدّداً بشأن الهدف من الوجود الأمريكي في البلاد.
وبحسب التقرير، فإن الأهداف المعلن عنها وفق صانعي السياسات الأمريكية هي احتواء ودحر النفوذ الإيراني وحماية إسرائيل، مشيرةً إلى أن تلك الأهداف قد تبدو مشروعة، لكن الطريقة التي تعمل بها واشنطن على تحقيقها تمثل إشكالاً بحد ذاتها، وستؤدي إلى مزيد من المشاكل.
ورأى التقرير أن إصرار الولايات المتحدة على إبقاء قواتها البالغ عددها 900 جندي في سوريا بدعوى احتواء خطر “تنظيم الدولة”، “حجة واهية”، لافتاً إلى أن التنظيم يُشكل تهديداً مباشراً للدول والجهات الإقليمية الفاعلة أكبر بكثير من التهديد الذي يشكله لواشنطن.
وأشار التقرير إلى أن واشنطن ارتكبت سلسلة من الأخطاء في سوريا خلال عامي 2014 و2015 أدت إلى تقويض علاقتها مع حليف ثمين هو تركيا، كما أدت أيضاً إلى وجودها غير المبرر في سوريا، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، فشلت في وضع خطة واضحة للقضاء على “تنظيم الدولة” وإسقاط سلطة الأسد.
ورأت “ناشيونال إنترست” أن واشنطن حريصة على إبقاء قوات محدودة في سوريا لحماية قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومواجهة إيران، وهو ما سيأتي بنتائج عكسية.
ولفتت إلى أن آخر ما تريده الولايات المتحدة – في ظل احتدام الحرب في أوكرانيا وتزايد الحديث عن حرب محتملة مع الصين – هو التورط في “مستنقع” الشرق الأوسط من خلال حرب لا نهاية لها مع إيران.
وشهدت عدة مناطق في شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي، توتراً وتصاعداً بين الميليشيات الإيرانية والقوات الأمريكية، تمثل باستهداف عدة مواقع عسكرية من قبل الطرفين، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.