شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا، حالةً من التوتر خلال اﻷيام الماضية، بعد انتشار أخبار روّجتها حسابات وهمية، تحذر الأهالي من خطر قادم، وسط تصاعد في الحوادث اﻷمنية.
وتقف بعض الصفحات المحسوبة على مخابرات سلطة اﻷسد وراء نشر تلك اﻷخبار، وهو ما ربطه ناشطون ومتابعون بالوضع السياسي للمنطقة، وتزايد جهود التطبيع مع الدول العربية.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن السويداء شهدت حوادث أمنية متفرقة، بدأت في ساعات الليل يوم أمس الجمعة، حيث اندلعت اشتباكات في البادية مع تضارب في الأنباء حول أسبابها، فيما ذكرت منصات أن السبب هو خلاف اندلع بين الميليشيات على شحنة مخدرات، بينما قالت منصات أخرى إن الاشتباكات نجمت عن هجوم على نقطة عسكرية، فيما لم يتسنى التحقق من صحة الروايتين.
وقامت حركة “رجال الكرامة” بتمشيط منطقة في ريف السويداء الغربي، بعد قطع الطريق من قبل مجهولين، وفي ساعات الظهيرة من نفس اليوم حدث توتر في الأراضي المتنازع عليها في بلدة “القريا” مما دعا لاستنفار ميليشيا “الدفاع الوطني”.
وقال مصدر مطلع لـ”حلب اليوم” إن التقارب العربي مع سلطة اﻷسد من جهة والتقارب السعودي مع إيران من جهة أخرى دفعا بالميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري لإحداث توتر في المنطقة الجنوبية لإثبات نفوذها.
ورجّح المصدر زيادة الأحداث الأمنية في محافظة السويداء ودرعا، حتى الوصول إلى تسوية لا يمكن بالوقت الحالي التنبؤ بماهيتها.
وتحدّثت خلال اﻵونة اﻷخيرة تقارير غير مؤكدة عن مشروع “إدارة ذاتية” في الجنوب برعاية من الإمارات، دون وجود أي مؤشر على الأرض لغاية الآن، حيث تسعى دول عربية لحل ملف جنوب سوريا من أجل إبعاد خطر المخدرات والميليشيات التي تستهدف دوا الخليج.
من جانبه قال الناشط “فهد حوراني” لـ”حلب اليوم” إن “ما يحدث وقد يحدث في السويداء من توترات أمنية لا يمكن فصله عن السياق السياسي العام، فاذا كان الظاهر بأن سلطة اﻷسد تستعيد تواصلاتها العربية فإن أرض الواقع في الجنوب تحديداً توشي بأنها لا تمتلك السلطة الفعلية في المنطقة الجنوبية”.
وأشار إلى توزع السيطرة بين فصائل ومجموعات منها ما يتبع لشعب المخابرات، وبالتالي ستسعى سلطة اﻷسد في الفترة القادمة لبسط سيطرتها على كلٍّ من درعا والسويداء.
وكان أربعة قتلى وعدد من الجرحى قد سقطوا في اشتباكات جرت أمس قرب الحدود اﻷردنية في منطقة “جلغيم”، قرب “الحماد”، وسط استنفار للنقاط الأمنية والعسكرية لسلطة اﻷسد في المنطقة.