أكد بيان أمريكي – إسرائيلي مشترك صدر ظهر اليوم الثلاثاء على تعزيز التنسيق بين الجانبين ضدّ إيران ونشاطاتها، سواء على المستوى النووي أو اﻹقليمي، وذلك عقب زيارة لوزير الدفاع اﻷمريكي إلى إسرائيل والمنطقة.
وجاء البيان بعد ساعات من قصف الطيران اﻹسرائيلي لمطاري حلب المدني والنيرب العسكري، واللذين تستخدمهما ميليشيات إيران في شمال سوريا، حيث كان ضابط استخبارات إسرائيلي قد حذّر اﻹيرانيين في وقت سابق من استغلال الجسور الجوية للمساعدات اﻹنسانية في سوريا من أجل نقل المعدات العسكرية.
وقال البيان إن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على وجوب منع إيران من حيازة سلاح نووي وزيادة ردع أنشطتها المعادية في المنطقة.
وكشف موقع “ألما” المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية أن الهجوم على مطار حلب جاء بعد معلومات استخبارية تشير إلى وجود أسلحة متطورة نقلتها إيران؛ منها طائرات من دون طيار كانت في مطار النيرب، وتمّ تمويهها في شاحنات للأغذية والمساعدات.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن”، بعد إعلان اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجزيئات يورانيوم عالية التخصيب في إيران، وهو ما زاد من القلق بشأن إمكانية تطويرها لسلاح نووي في وقت قصير جداً، واحتمال مبادرة إسرائيل لشن هجوم على إيران.
وقال وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسة “كولين كال”، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أمس، إن طهران طورت الكثير من إمكانياتها النووية منذ انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وقد تحتاج إلى 12 يوماً فقط لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم المستخدم لصنع قنبلة نووية واحدة، وهو ما يزيد من مخاوف إسرائيل والحاجة إلى التدخل الأميركي لمنعها من ضرب إيران، وفقاً لخبراء.
من جانبها أدانت إيران الهجوم، وادعى المتحدث باسم وزارة الخارجية “ناصر كنعاني” أن “مطار حلب هو الطريق الرئيسي لوصول المساعدات الدولية إلى متضرري الزلزال، وهذا مثال واضح على الجريمة بحق الإنسانية”، داعياً “المؤسسات الدولية المسؤولة إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوقف جرائم إسرائيل”.
وبحث “أوستن” في عمان قبل مغادرته إلى إسرائيل مع الملك اﻷردني “عبد الله الثاني”، ملف التهديدات اﻹيرانية في جنوب سوريا، وذلك في القصر الملكي بالعاصمة عمان، يوم اﻷحد.
ونقلت وكالة “رويترز“، عن مسؤولين غربيين أن الوزير “عرض الدعم للحلفاء الإقليميين الرئيسيين في مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله إيران”، وناقش التهديد المتزايد لطهران على الاستقرار الإقليمي، وعلى تعزيز التعاون الأمني متعدد الأطراف مع الدفاعات الجوية والصاروخية المتكاملة.
وشملت المحادثات تسليح إيران وتدريبها للميليشيات، والعدوان في البحر، والتهديدات السيبرانية، وبرنامج الصواريخ الباليستية وهجمات الطائرات بدون طيار، وعمليات تهريب المخدرات في جنوب سوريا.