عارضت الولايات المتحدة جهوداً روسية ﻹرسال أسمدة إلى سوريا، ما تزال عالقة في موانئ أوروبية بموجب عقوبات غربية، مما أثار سجالاً في مجلس اﻷمن الدولي.
وتقدّمت موسكو بشكاوى من عقبات تعترض شحناتها، حيث يوجد نحو 260 ألف طن في عدة موانئ أوروبية معظمها في “لاتفيا”، وفقاً لما نشرته وكالة “رويترز” للأنباء.
وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة “دميتري بوليانسكي”، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، إنه “لا يمكن التبرع بأسمدة عالقة في الموانئ الأوروبية لسوريا بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب قانون قيصر”، الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو حزيران 2020، وعلقت دول غربية العمل ببعض جوانبه عقب الزلزال.
ودعا الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى “معالجة مشكلات العواقب السلبية للعقوبات على سوريا وبشكل خاص ضمان وصول هذه الشحنة من أسمدتنا إلى البلاد”.
من جانبه ردّ “روبرت وود” نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة بالقول إن الولايات المتحدة ليست السبب “في أي تأخير لقدرة روسيا على توصيل الأسمدة إلى سوريا، كما تزعم روسيا”.
وأضاف: “إذا أرادت روسيا التبرع بالأسمدة فلتفعل، ينبغي على روسيا العمل مع الأمم المتحدة مباشرة لتوزيع التبرعات الزراعية على شركائها المحليين داخل سوريا”.
وكان الاتفاق الشامل الذي توسطت فيه الأمم المتحدة حول الحبوب اﻷوكرانية، في يوليو/ تموز الماضي، قد اشتمل على تسهيل صادرات الأسمدة الروسية، ومع استئناف صادرات الحبوب من بعض موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، بقيت شحنات من السماد عالقة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني تم تمديد الاتفاق لمدة أربعة أشهر ومن المنتظر تجديده مرة أخرى في مارس/ آذار، فيما تعمل “ريبيكا جرينسبان” مسؤولة التجارة الكبيرة بالأمم المتحدة “لإيصال المزيد من الأسمدة الروسية للسوق العالمية”، وفقاً لما قاله “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد المتحدث أن اﻷمم المتحدة “ترغب بوصول الأسمدة التي تشتد الحاجة إليها إلى المزارعين في الدول النامية خاصة في أفريقيا”.
وتتعاون شركة “أورالكيم أورالكالي” الروسية المنتجة للأسمدة مع الأمم المتحدة لـ”التبرع” بالأسمدة إلى البلدان التي تحتاجها، وتقول إنها ترغب في إرسالها لسوريا.
وكانت قد سلّمت شحنة من الأسمدة، التي تعتمد عليها العديد من الدول لتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية، إلى “ملاوي” في نوفمبر تشرين الثاني، ومن المقرر تسليم شحنة ثانية إلى “كينيا”، خلال الشهر الحالي.
وقال “دوجاريك” أمس: إن “الغذاء والأسمدة لا يخضعان لعقوبات… وبناء عليه فإنه لا يخفى على أحد أن هناك عدداً من التحديات التنظيمية وغيرها التي يجب التغلب عليها”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة عارضت استغلال الكارثة اﻹنسانية في سوريا لدعم اﻷسد وجهود التطبيع معه.