وافق مجلس النواب اﻷمريكي على قرار ينعي الخسائر في الأرواح جراء سلسلة من الزلازل في تركيا وسوريا، ويدين بشدة سلطة الأسد بسبب “استغلال الكارثة باستخفاف للتهرب من الضغط والمساءلة الدوليين”.
وفي جلسة عُقدت أمس اﻹثنين وافق المجلس على هذا الإجراء بأغلبية 412 صوتاً مقابل 2 من الحزبين؛ حيث كان النائبان “توماس ماسي” (جمهوري من كنتاكي) و”مارجوري تايلور جرين” (جمهوري عن ولاية جورجيا) هما الوحيدان اللذان صوتا ضد اﻹجراء، وفقاً لموقع “the hill“.
وطرح قادة مجلس النواب القرار بعد ما يقرب من شهر واحد من وقوع زلزالين هائلين، أحدهما بقوة 7.8 على مقياس ريختر والثاني بقوة 7.5 على مقياس ريختر، في تركيا في 6 فبراير، واللذين أعقبهما أكثر من ألف هزة ارتدادية في كل من تركيا وشمال غرب سوريا.
يدين القرار على وجه التحديد “بشار الأسد”، المتهم باستغلال الكارثة للعودة إلى الساحة العالمية بعد سنوات باعتباره منبوذاً دولياً والحصول على مساعدات دولية على الرغم من انتهاكاته خلال الحرب المستمرة في البلاد.
وقال النائب “جو ويلسون”: “صلاة العائلات الأمريكية وخالص تعازيها لأهل تركيا وسوريا.. إلى نظام الأسد الوحشي وداعميه – مجرم الحرب بوتين، وآية الله المستبد في إيران – ستكون هناك رسالة مفادها أن استغلالك للمساعدات الإنسانية أثناء الزلزال أمر حقير”.
وأضاف: “الكونجرس الأمريكي يقف موحداً ضدّك، لن نطبع معك أبداً.. وسنحاسب كل من يحاول التطبيع معك، ولن نتوقف عن دعم الشعب السوري في أن تكون له حكومة يستحقها على أساس الديمقراطية مع سيادة القانون، وليس الاستبداد مع حكم البندقية”.
ويقول القرار إن سلطة الأسد منعت الأمم المتحدة من تقديم المساعدة عبر المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا، حيث قالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ثلاثة معابر حدودية كانت جاهزة لإيصال مساعدات الزلزال، لكن القرار “يدعو إدارة بايدن إلى الاستمرار في استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية، بما في ذلك من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لفتح جميع الحدود التركية السورية”.
من جانبه وصف النائب “بيل كيتنغ” (ديمقراطي من ماساشوستس)، وهو أحد الرعاة المشاركين لهذا الإجراء، تحركات الأسد بأنها “بغيضة ومثيرة للسخرية”.
ويدعو القرار أيضاً إلى “آلية رقابة متزايدة” يمكن استخدامها لضمان عدم تحويل الأموال من الولايات المتحدة لصالح الأسد.
بالإضافة إلى ذلك، ينعي القرار الخسائر في الأرواح في كلي البلدين جراء الزلازل ويعبر عن “تعازيه الحارة” لأسر الضحايا، كما يشيد بالمساعدات الإنسانية وعمال الإنقاذ على “عملهم البطولي” على الأرض الذي ساعد في إنقاذ الأرواح ورعاية الضحايا والمدنيين الذين “تطوعوا بإيثار للمساعدة في الاستجابة للتداعيات المدمرة”.
وكانت الخارجية اﻷمريكية قد رفضت استغلال الكارثة في دعم التطبيع مع اﻷسد، حيث أرسلت عشرات الدول المساعدات إليه، بما فيها إيطاليا، ودول أوروبية وعربية.