كشفت مصادر إسرائيلية عن طلب نظام اﻷسد من إيران، وقف عمليات نقل اﻷسلحة عبر سوريا، نتيجةً للأضرار التي سبّبتها الغارات اﻹسرائيلية على مواقعه المشتركة مع “حزب الله” والميليشيات المدعومة من طهران.
وذكرت “مصادر عسكرية في تل أبيب” أن الطائرات اﻹسرائيلية هي من ضربت القافلة الإيرانية التي تعرضت للقصف قبل يومين قرب الحدود العراقية – السورية، موضحةً أنها “كانت تحمل أسلحة وذخائر، وليس فقط نفطاً، كما تزعم طهران”، وفقاً لما نقله موقع “الشرق اﻷوسط” عن صحيفة “يسرائيل هيوم”.
وقالت هذه المصادر إن إيران “التي تلقت ضربات قاسية في تدمير قوافل الأسلحة عبر مطارات سورية عدة، خصوصاً مطار دمشق الدولي، عادت للنقل عن طريق البر، وقد حاولت إخفاء هذه الأسلحة عبر قافلة مدنية، على أمل ألا تكتشفها المخابرات الإسرائيلية”.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن “نظام الأسد طلب من طهران وقف عملية نقل الأسلحة، لأن الضربات الإسرائيلية دمّرت معظم صناعاته العسكرية، لكن إيران تصر على إرسال رؤوس الصواريخ إلى مواقعها في سوريا ولبنان، حتى تضمن استمرار صناعة الصواريخ وتحسين دقتها”.
وأشارت إلى أن “القيادات العسكرية الإسرائيلية قررت منع هذا النقل، رغم ما يحمل هذا في طياته من مخاطر الصدام مع روسيا، في الأجواء والأراضي السورية”.
وأضافت أن “تل أبيب تصر على توجيه رسائل واضحة لكل اللاعبين على الأرض السورية من أنها لن تسمح بنقل الأسلحة بأي شكل من الأشكال”.
وتحاول إسرائيل – وفقاً للمصدر – “تنفيذ غاراتها في المناطق الشرقية من سوريا، قبل أن تصل اﻷسلحة إلى الغرب، حيث يوجد الجيش الروسي”، فهي “تأخذ في الاعتبار أن موسكو غاضبة من تل أبيب بسبب موقفها من الحرب في أوكرانيا”.
وأكدت الصحيفة أن “تل أبيب” تدرك بأن روسيا “يمكن أن تبادر إلى معاقبة إسرائيل في الساحة السورية”، عن طريق تزويد نظام اﻷسد بالصواريخ المتطورة المضادة للطائرات وغيرها من “الوسائل التي تجعلها تدفع ثمن هذه الغارات”.
وبحسب الصحيفة فإن القيادات العسكرية الإسرائيلية “تُجري مداولات معمقة يتجلى فيها بوضوح القلق من تغير رد الفعل الروسي على الغارات الإسرائيلية في سوريا، الذي اتسم حتى الآن بالسكوت”.
وذكرت أن هذه القيادات طلبت من وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن تدخل على الخط، و”تجسّ نبض القيادات في موسكو بالقنوات الدبلوماسية”، لكنّ “جهات سياسية في إسرائيل”، قدّرت أن روسيا “لن تسارع إلى اتخاذ موقف من غارة هنا وأخرى هناك، ما دامت هناك حكومة مؤقتة في تل أبيب”.
وتنتظر موسكو موقف الحكومة الجديدة بقيادة “بنيامين نتنياهو”، الذي “كان يقيم علاقات جيدة مع موسكو والرئيس فلاديمير بوتين إبان حكمه في الدورات السابقة”، وفقاً للصحيفة.
وكان الرئيس اﻷوكراني “فلوديمير زيلينيسكي” قد طالب “إسرائيل” بدعم قوات بلاده في مواجهة الغزو الروسي، لكنّها رفضت تجنّباً للخلاف من روسيا.