ألقت قوات النظام القبض على شاب في ريف محافظة دمشق، بعد التعهّد بعدم سجنه، وذلك بالرغم من توقيعه على المصالحة، فيما تجري عمليات اعتقالات واسعة خلال اﻵونة اﻷخيرة، وسط مخاوف من احتجاز ذوي الشبان الفارين من مناطق سيطرة نظام اﻷسد.
وذكر موقع “صوت العاصمة” المختص بنقل أخبار محافظة دمشق، في تقرير نشره اليوم السبت، إن مفرزة “الأمن السياسي” في ناحية “قدسيا”، أرسلت استدعاءً مساء الخميس الماضي إلى أحد أبناء بلدة “الهامة” من اللذين أجروا تسويات سابقة.
وأوضح أن استدعاء الشاب “جرى من خلال بعض الوجهاء وقياديين سابقين في فصائل المعارضة، بعد توجيه عدة تهم له ومحاولة اعتقاله في وقت سابق”.
وأضاف المصدر أنّ الضابط المسؤول عن المفرزة قدم تعهدات بعدم اعتقال الشاب في حال قدومه إلى الفرع للتحقيق معه في بعض القضايا حسب وصفه، كما توعد بمداهمة منزله واعتقاله في حال الرفض.
وبعد توجه الشاب إلى مفرزة الأمن السياسي برفقة الوجهاء تم توقيفه لأكثر من ساعتين ليتم فيما بعد اعتقاله ونقله إلى فرع الأمن السياسي في العاصمة دمشق، ونقض التعهد الذي تم قُدِّمَ للشاب.
وأكد الموقع أن اعتقال الشاب يأتي ضمن سلسلة اعتقالات بدأها فرعا “الأمن العسكري” و”الأمن السياسي” قبل نحو أسبوعين، جرى خلالها اعتقال خمسة شبان ممن أجروا تسويات سابقة حين خروج فصائل المعارضة من المنطقة.
وشهدت المنطقة خلال الشهر الحالي حملات دهم واعتقالات ونشر حواجز مؤقتة، وعمليات تفتيش وبحث عن مطلوبين للخدمة الإلزامية ومطلوبين بقضايا أمنية.
إلى ذلك فقد تلقّت بعض العائلات في بلدة “الصبورة” بريف دمشق الغربي، يوم الخميس أيضاً، استدعاءات أمنية تطالبهم بمراجعة فرع الأمن العسكري في دمشق، وذلك خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، لإجراء “بعض التحقيقات الروتينية”.
وفيما لم يوضّح الاستدعاء تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه التحقيقات التي “تجري لأول مرة من قبل فرع الأمن العسكري”، فقد أوضح المصدر أن التبليغات وصلت لأهالي شبان منهم مسافرون خارج القطر أو مقاتلون سابقون في فصائل المعارضة ومهجرون إلى الشمال السوري.
وأثار اﻷمر مخاوف الأهالي من أن يتم اعتقالهم بدلاً من أبنائهم المطلوبين أو استغلالهم مادياً، حيث كانت الاستدعاءات سابقاً تتم في العادة عن طريق مكتب أمن “الفرقة الرابعة” في المنطقة لتحديث بعض البيانات حول المطلوبين، دون تدخل من بقية الأفرع الأمنية.
وكان فرع الأمن العسكري قد نفّذ حملة دهم واعتقالات في بلدة “الصبورة”، منذ عشرة أيام على خلفية استهداف باص مبيت تابع للفرقة الرابعة، جرى خلالها اعتقال 30 شخصاً.