أعلن “إيمانويل بيسنييه” رئيس مجلس إدارة شركة “لاكتاليس” أن شركته اتخذت قرارًا بسحب 12 مليون علبة حليب أطفال في 38 بلدًا حلول العالم بسبب انتشار بكتيريا “السالمونيلا”.
وجاء هذا القرار بعد تأكد تلوث منتجات الشركة من حليب الرضع ومنتجات غذائية أخرى بالسالمونيلا، عبر تحقيق نفذته وكالة حماية المستهلك الفرنسية، التي أجرت ما يزيد على ألفى عملية فحص لمنتجات الشركة حتى الآن.
وقال “بيسنييه” في مقابلة مع صحيفة “لوجورنال” الأسبوعية الفرنسية، إنه يجب النظر إلى حجم هذه العملية، التي تشمل أكثر من 12 مليون علبة” مؤكدا أن ذلك سيخفف على الموزعين عملية فرز العلب.
وقدم آباء أطفال رضع في فرنسا مئات الشكاوي ضد الشركة يتهمونها بالغش وتعريض حياة الآخرين للخطر، بينما فتحت السلطات الفرنسية تحقيقًا حول هذه القضية في نهاية ديسمبر الماضي.
وذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن آخر أرقام رسمية نشرت في التاسع من يناير الجاري أفادت بأن 35 طفلا في فرنسا أصيبوا بالسالمونيلا بعد تناولهم حليبا أو مواد غذائية للأطفال الصغار من إنتاج مصنع تابع “للاكتاليس”.
من جانبه وعد “بيسنييه” بتعويضات لجميع العائلات المتضررة من منتجات الشركة، وقال إن عواقب هذه الأزمة الصحية على المستهلكين، بمن فيهم الأطفال دون 6 أشهر، كانت في مقدمة ذهنه حينما اتخذ هذا القرار.
وخارج فرنسا سُجلت إصابة رضيع بالسالمونيلا في إسبانيا بعد تناوله هذا الحليب، بينما يفترض أن تؤكد السلطات الصحية إصابة آخر في اليونان.
وأكد “بيسنييه” أنه لن يخفي شيئا حول هذه القضية، مضيفا أن “هناك شكاوى وسيجري تحقيق وسنتعاون مع القضاء بتقديم كل العناصر التي نملكها. لم نفكر في العمل بطريقة أخرى”.
وكانت تقارير صحفية كشفت أن استدعاء منتجات الشركة يتضمن منتجات توجه للتصدير أيضا بما في ذلك إلى الصين وتايوان وباكستان وأفغانستان والعراق والمغرب ولبنان والسودان ورومانيا وصربيا وجورجيا واليونان وهايتي وكولومبيا وبيرو.
و”السالمونيلا” عبارة عن جرثومة عضوية منتشرة في الطبيعة وفي العديد من الكائنات الحية، وتصيب الإنسان والحيوان على حد سواء، وهي أحد الأسباب الرئيسية للأمراض التي تنقلها الأغذية في جميع أنحاء العالم.
وعدوى السالمونيلا يمكن أن تكون مهددة للحياة وخصوصا للأطفال الصغار، وتنتقل العدوى بها عن طريق الفم، من خلال تناول أغذية، أو مياه ملوثة بالجرثومة، وتستطيع السالمونيلا تلويث الغذاء وتسميمه بشكل يصيب آلاف المرضى.
ومن أعراض الجرثومة تلوث في الجهاز الهضمي يظهر كإسهال، وقد يكون دمويًا أحيانا مصحوبا بشكل عام بارتفاع درجة حرارة الجسم، ومصاحب لغثيان وقيء.
ويكمن الخطر الأساسي في نقص السوائل وقلة التبول، وجفاف في الجلد، وفي اللسان وفي الأغشية المخاطية، وأحيانًا تنتشر الجرثومة وتصل إلى مجرى الدم فتسبب تلوثا عاما، يسمى تعفن الدم.