اتخذت عائلة سورية من محافظة دير الزور، قراراً بتغيير مهنتها بشكل جذري، من العمل في مجال الهندسة إلى تأسيس مطعم سوري في مدينة مرسيليا الفرنسية.
وذكر موقع “مهاجر نيوز”، المتخصص بنقل شؤون اللاجئين في دول الاتحاد الأوربي، أن العائلة وبعد مرور أكثر من عامين على وصولها إلى فرنسا التي قدمت إليها في عام 2013، قررت تغيير مهنتها من مجال الهندسة الزراعة والبترول والتوجه إلى فن الطبخ وبدء مشروع جديد.
وأضاف الموقع أن الأم “ماجدة” لم تكن بمفردها عندما أطلقت هذا المشروع، بل كان إلى جانبها أيضاً أبناؤها “مجد وفراس ومهند”، ورغم أن فراس لديه شهادة في هندسة البترول، إلا أنه لم يتمكن من إيجاد عمل يتناسب مع تخصصه في مرسيليا، الأمر ذاته كان بالنسبة لوالدته وأخوته.
وحول الصعوبات التي واجهت العائلة، قال فراس: “اللغة كانت العائق الأول بالنسبة لنا، لم أكن أعرف شيئا عن هذه اللغة، ومن ثم بدأت تعقيدات إيجاد السكن وتسيير طلب اللجوء والحصول على أوراق فرنسية، وعندما يصل اللاجئ إلى فرنسا لا يستطيع إيجاد عمل بسهولة”.
وتؤكد “ماجدة” على صعوبة إيجاد عمل في مهنتها، بقولها: “حاولت البحث عن فرصة عمل في مجال الزراعة لكن دون جدوى، ولم يتمكن أولادي أيضا من متابعة مسيرتهم المهنية في فرنسا”.
وولدت فكرة المطعم، كون “ماجدة” تعتبر “الطباخة الشهيرة” في العائلة، وفقاً لتعبير ابنها فراس، وتمكنت الأم السورية، بفضل برنامج تأهيل في فن الطبخ، من افتتاح المطعم المتخصص بالمطبخ السوري.
ووقع اختيار اسم المطعم على “آشوريا”، الاسم القديم لسوريا، تقول “ماجدة” للموقع: “كنت أرغب أن أعرّف المجتمع الفرنسي على سوريا بطريقة مختلفة، فقررت أن أعطي الأشخاص فرصة السفر إلى بلدي عبر تذوق الأطباق السورية الغنية والمتنوعة”.
ويتناوب أفراد العائلة على العمل في المطعم، ويرون تشابهاً كبيراً بين مدينة مرسيليا والمدن السورية، “فالتنوع الثقافي يضفي على المدينة طابعاً مميزاً، نشعر بالراحة هنا”.
جدير بالذكر، أن مرسيليا استقبلت أكثر من 4 آلاف طالب لجوء خلال العام الماضي، وتعد إحدى أبرز المدن الفرنسية التي تستقبل المهاجرين، نظراً لموقعها الجغرافي، وقربها من الحدود الإسبانية والإيطالية.