أطلقت الولايات المتحدة حملة جوية ومدفعية واسعة النطاق في سوريا استهدفت البنية التحتية لتنظيم الدولة، وذلك رداً على هجوم وقع في تدمر أودى بحياة ثلاثة أمريكيين، ويُعد هذا التصعيد العسكري من أكبر الضربات التي تنفذها واشنطن ضد التنظيم في الآونة الأخيرة.
وبدأت العملية يوم أمس الجمعة 19 كانون الأول 2025، بعد أن توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد حاسم، فيما رحبت الحكومة السورية بتلك الخطوة.
التفاصيل الرئيسية للعملية
انطلقت عملية “ضربة عين الصقر” (Operation Hawkeye Strike) في الساعة 16:00 توقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 بتوقيت غرينتش)، ردا على هجوم يوم السبت 13 كانون الأول الجاري، الذي نفذه مسلح يعتقد بانتمائه للتنظيم، وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني.
وتجاوز عدد الأهداف 70 هدفاً، وشملت المناطق المستهدفة ريف محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، ومنطقة جبل العمور بالقرب من مدينة تدمر، حيث طالت الضربات مواقع تخزين الأسلحة، والمقرات التنظيمية، والبنية التحتية الداعمة لعمليات التنظيم.
وشاركت طائرات مقاتلة وهليكوبتر هجومية من القوات الجوية الأمريكية والأردنية، إلى جانب منظومة مدفعية صاروخية، حيث استُخدمت طائرات F-15 إيغر وطائرات دعم قريبة A-10 ثاندر بولت 2، وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز AH-64 أباتشي، ونظام صواريخ هايمارس عالي الحركة (HIMARS)، وأكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة (precision munitions).
وتعتبر هذه الضربة الأمريكية الأكبر ضد تنظيم الدولة في سوريا، منذ عام 2019 حيث شهد نشاطه العسكري تراجعا ملحوظا.
المواقف السياسية
تأتي الضربات في إطار تعاون متزايد بين واشنطن والحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وأعلنت وزارة الخارجية السورية التزامها الثابت بمكافحة تنظيم الدولة، مؤكدة أنها ستواصل العمليات العسكرية ضده.
ووصف ترامب الضربات بأنها “انتقام جاد” كما وعد، مشيراً إلى أن الحكومة السورية “تدعم بشكل كامل” هذه العملية، أما بيت هيغسيث وزير الدفاع الأمريكي، فقد أكد أن العملية “ليست بداية حرب – بل هي إعلان انتقام”، محذراً من أن من يهاجم الأمريكيين “سيتم ملاحقته وقتله بلا رحمة”.
بدورها أعلنت الحكومة السورية التزامها الثابت بمكافحة تنظيم الدولة وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية.
يذكر أن تقديرات المخابرات الأمريكية للقوة الحالية للتنظيم تتراوح بين 1,500 إلى 3,000 عنصر في سوريا والعراق، بينما تقدر الأمم المتحدة العدد بين 5,000 إلى 7,000 مقاتل في كلا البلدين، وتشير إلى أنه لا يزال نشطاً ويحاول إعادة تنظيم صفوفه.
وتعد هذه الضربات كجزء من “عملية العزم الصلب” (Operation Inherent Resolve) المستمرة منذ عام 2014.





