أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الحكومة السورية طلبت دعما رسميا من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية، ومكافحة جميع “التنظيمات الإرهابية”.
وقال متحدث الوزارة زكي أق تورك، في إحاطة صحفية، اليوم الأربعاء، إن أنقرة “تواصل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية لسوريا استجابة لطلب من دمشق”.
وأضاف: “تعمل وزارة الدفاع (التركية) بتعاون وثيق مع الحكومة السورية الجديدة، التي طلبت دعمًا رسميًا من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، وخاصةً داعش، حيث يتمثل الهدف الرئيسي لتركيا في دعم الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها، وقيادة الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في المنطقة”.
وحول ذلك الطلب، قال عبد الهادي ساري، العميد الطيار المجاز والمحلل العسكري السوري، لحلب اليوم، إن “الطلب السوري بشكل رسمي للدعم العسكري من أنقرة ليس بالجديد، ولطالما بعثت تركيا برسائل كثيرة على لسان وزير دفاعها بأنها مستعدة لتقديم المساعدة العسكرية من أجل تعزيز القدرة الدفاعية للقوات المسلحة السورية، وتكرر ذلك على لسان صاحب أعلى سلطة وهو الرئيس رجب طيب أردوغان”.
وأشار إلى أن “المشاكل التي كثرت في سوريا وخاصة الطائفية منها”، لعبت دورا في دفع الجهود التركية نحو الأمام، حيث “خرج بعض المتمردين على القانون السوري، مع محاولة الاستقواء بالخارج والطلب بشكل رسمي من دولة معادية لسوريا ألا وهي اسرائيل الاحتماء بها ومحاولة تقديم الدعم الدولي لهذه الفئة المتمردة.. والجميع يعلم ماذا حصل في السويداء من غدر وتنكيل بالقوات المسلحة السورية والقوى الأمنية بالاضافة إلى قوات العشائر التي دخلت مدينة السويداء وكيف أن من يسمي نفسه المجلس العسكري بقيادة الهجري غدر ونكل بأبناء البدو، ومع دخول القوات السورية لفض الاشتباك فيما بينهم، حاولت هذه المجموعات المتمردة الغدر بالقوات المسلحة بدعم من إسرائيل عبر توجيه عدة ضربات للقوات المسلحة في السويداء بالإضافة إلى القيام بأعمال عسكرية مضادة وتوجيه ضربات جوية إلى المقار العسكرية وخاصة وزارة الدفاع بالإضافة إلى القصر الجمهوري”.
وبعد خطاب الرئيس الموجه إلى أبناء الشعب السوري وأبناء السويداء بشكل خاص – يضيف العميد ساري – “تم الطلب من تركيا تقديم الدعم العسكري لسوريا”، لكنه تساءل “كيف يمكن لهذا الدعم أن يأتي؟ وما هي شروطه؟ وكيف يمكن أن تقبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بهذه الشراكة؟ وبأن يتم تقديم الدعم العسكري للقوات المسلحة السورية؟”.
ويرجح العميد أن يكون الدعم لوجستيا أو استخباراتيا، أو بالوسائط العسكرية مثل السلاح والذخيرة لملئ الفراغات العسكرية التي حصلت بعد سقوط النظام البائد، مثل المطارات والقواعد العسكرية المهجورة والتي دُمرت من قبل إسرائيل، حيث لا يستبعد أن “يتم ملؤ هذه الفراغات بقوى ووسائط قادرة على الدفاع عن حياض سوريا وحدودها الخارجية وأيضا لحفظ الأمن والأمان للشعب السوري وكبح جماح كل المتمردين سواء كانوا من قوات قسد شمال شرق سوريا أو مجموعات الهجري في السويداء والمجلس العسكري الخارج عن القانون الذي يستقوي بالخارج”.
أما عن التداعيات التي يمكن أن تحصل، فيرى المحلل العسكري أن إسرائيل ربما لا ترضى ببناء القدرة الدفاعية للقوات المسلحة السورية من خلال تركيا، ويتوقع حدوث مواجهة بين السياسة التركية وبين السياسة الإسرائيلية في محاولة لمنع أنقرة من تقديم هذه المساعدة أو الدعم العسكري لسوريا، “لكن تركيا التي بذلت كل ما تملك من قوة لدعم الثورة السورية قادرة على أن تعيد القدرة القتالية للجيش السوري وتبني قدراته الدفاعية سواء كان بالسلاح الجوي أو بسلاح القوات البرية وأعتقد أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح نحو بناء قوات مسلحة حقيقية محترفة قادرة على حماية سوريا من كل الاعتداءات الخارجية والداخلية”.
وحول فكرة اندماج “قسد” مع حكومة دمشق، نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصادر في وزارة الدفاع تأكيدها أن “حماية وحدة أراضي سوريا وحقوقها السيادية أمر لا غنى عنه لاستقرار بلدنا والمنطقة، ورؤية التأثير الفوري للقضايا التي تم الاتفاق عليها بين الحكومة السورية وقسد في 10 مارس/ آذار على الأرض من شأنه أن يساهم في الاستقرار”.
واعتبرت المصادر أن “على قسد أن تثبت بشكل ملموس التزامها بالاتفاق الذي توصلت إليه مع حكومة دمشق، حيث تتم متابعة التطورات في هذا الشأن عن كثب مع مؤسساتنا المعنية”.
وفيما يتعلق بالاشتباكات بمحافظة السويداء جنوبي سوريا والعدوان الإسرائيلي على دمشق، أشارت المصادر إلى أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة في الآونة الأخيرة أدت إلى زيادة التوترات، لكن تركيا متمسكة بموقفها “الثابت” في حماية وحدة الأراضي السورية وضمان الاستقرار ومكافحة التنظيمات الإرهابية.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد تحدثت عن معارضة تل أبيب لأي دعم عسكري تركي لسوريا، باعتباره خطرا مباشرا على قوات الاحتلال.