أكد المستشار الإعلامي للرئاسة السورية، أحمد موفق زيدان، أن قوات “قسد” لا تزال تمارس المماطلة وعدم الجدية في تنفيذ “اتفاق 10 آذار” الموقع مع الحكومة السورية، معتبراً أن التوجه الأمريكي والتركي بات يحمّلها مسؤولية التعطيل.
جاءت تصريحاته اليوم الأربعاء، خلال مقابلة مع موقع “العربية نت” تناولت أيضاً ملفي السويداء والساحل، في سياق متصل بجهود السلطات لتعزيز استقرار البلاد بعد عام على التغيير.
وأشار زيدان إلى أن الاتفاق يظل الإطار المرجعي الأساسي للحل، لكنه وجه انتقاداً لاذعاً لطريقة تعامل “قسد” مع العملية التفاوضية، وقال: “قسد تُرسل وفوداً تفاوضية إلى دمشق لا تمتلك صلاحية التنفيذ”، مما يؤدي إلى حالة من المماطلة.
وأضاف أن “التوجّه الأميركي والتركي بات جلياً بتحميل قسد مسؤولية المماطلة، لا الدولة السورية”، مشدداً على أن هذا التقييم يعكس رؤية أطراف دولية وإقليمية وليس موقف الحكومة السورية فحسب.
السويداء: تحذير من المراهنة على الخارج
فيما يخص الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، جدد زيدان تحذيره من الاعتماد على القوى الخارجية، واصفاً إياها بـ “المراهنة الخاسرة”، واستشهد بسقوط نظام الأسد قائلاً إنه سقط “حينما لم تحمه تحالفات دولية عمرها عشرات السنين”.
كما قلل من حجم الاحتجاجات السابقة في المحافظة، مؤكدا أنها “لم تجمع أكثر من 4000 شخص، ثم ماتت وانتهت”، واختتم حديثه عن السويداء بالتأكيد أن “أهل السويداء أبناء ثورة، وجزء أصيل من سوريا حارب النظام”.
الساحل: نفي التقارير الدولية والكشف عن خلافات داخلية
رداً على تقارير إعلامية دولية، كشفت “رويترز”، عن تحركات لشخصيات من النظام البائد في منطقة الساحل، وقد نفى زيدان أي ضعف في سيطرة الدولة، وأعلن أن “هذه التحركات تحت أعين وبصر الدولة السورية واستخباراتها”، متهماً تلك الشخصيات بالسعي للفرار من “العدالة الانتقالية”.
كما كشف عن معرفة السلطات بالتفاصيل الداخلية للخلافات بين شخصيات مثل كمال الحسن ورامي مخلوف، واصفاً إياها بأنها “خلافات مالية، أساسها كيفية إخراج أموالهم من سوريا”، ووجه رسالة طمأنة لأهالي المنطقة بدعوتهم لعدم المراهنة على تلك الشخصيات.
وتسعى الحكومة السورية لتعزيز سيطرتها على كامل التراب السوري، وسط تحديات أمنية وسياسية معقدة، ويُعد ملف “قسد”، التي تسيطر على مناطق واسعة غنية بالنفط في الشمال الشرقي، أحد أكبر التحديات أمام دمشق، كما أن استقرار المناطق ذات التركيبة السكانية الخاصة، مثل الساحل والسويداء، يبقى عاملاً حاسماً في استقرار البلاد بشكل عام.





