عبادة حيدري معد ومقدم برنامج خلاصة القول:

هل كانت وفاة لونا الشبل؟ نتيجة حادث سير عابر؟

أم أن هناك أيدي خفية وراء هذا الحادث، ولماذا غابت المظاهر الرسمية والتغطية الإعلامية عن جنازتها؟

وما هو السبب وراء التعتيم الإعلامي والاعتقالات التي صاحبت مراسم التشييع؟

روايات مختلفة إذا حول أسباب وفاة لونا الشبل وفق رواية سلطة الأسد، فقد تعرضت لونا الشبل لحادث.

سير مروع في دمشق حيث اصطدمت بها مصفحة من الخلف ما أدى إلى إصابتها بنزيف دماغي حاد أودى بحياتها.

ثم نُقِلَت إلى مستشفى الشامي حيث وضعت في العناية المركزة، لكن الجهود الطبية.

نبراس إبراهيم باحثة:

لأن تفاصيل الحادث تبدو غير مكتملة الحبكة، فالصورة التي انتشرت على أنها للسيارة التي كانت تركبها لونا الشبل لا تبدو بالسيارة الفارهة التي يمكن أن تكون فعلا السيارة التي تستخدمها، كما أن حظر الحركة على الكادر الطبي للمشفى الذي يقال إنها أسعفت إليه في العاصمة دمشق، مشفى الشامي منع الأطباء من الدخول والخروج وحتى فيما بعد صورة الجنازة التي لم يظهر فيها أحد من شخصيات النظام كلها تشير إلى ما وصفه البعض بقول “يكاد المريب أن يقول خذوني”

عبادة حيدري:

وسائل إعلام عدة تداول تسريبات متعددة حول حادث لونا الشبل؛ مما أثار الشكوك حول كونه مدبرا إليكم أبرز الروايات:

التصفية الإيرانية

بعض التقارير تشير إلى أن الشبل كانت متهمة بتسريب معلومات حساسة حول التحركات الإيرانية للجانب الروسي أو الإسرائيلي ما أثار غضب الإيرانيين ودفعهم لتصفيتها هذه الرواية تستند إلى تسريبات تتحدث عن توتر متزايد بين الشبل والإيرانيين في الفترة الأخيرة

نبراس إبراهيم باحثة

جرى الحديث مؤخرا عن القيام الإيرانيين باستهداف شبكات تجسس ضمن أجهزة النظام تعمل لصالح لجهات خارجية، وعلى وجه التحديد إسرائيل، ويقال إن التصفية حتى تمت من قبل الإيرانيين، وأن الحادث كله مفبرك ولونا الشبل قد صُفِّيَت قبل الحديث عن الحادث حتى.

عبادة حيدري:

الرواية الثانية تتحدث عن خلافات داخل سلطة بشار الأسد حيث تشير إلى وجود صراعات داخلية في سلطة الأسد يعتقد أن الشبل كانت جزءا من هذا الصراع القوي داخل القصر الجمهوري، وقررت بعض الأطراف القوية التخلص منها، تعزيزا لهذه الرواية، تأتي من اعتقال شقيقها ملهم الشبل بتهمة التواصل مع جهات معادية، ووضع زوجها محمد عمار ساعاتي تحت الإقامة الجبرية ومنعه من السفر.

الرواية الثالثة تتحدث عن محاولة هروب للونا الشبل وزوجها، حيث قال موقع كلنا شركاء إن زوج لونا الشبل عمار الساعاتي كان يخطط للسفر إلى روسيا، حيث تمتلك الشبل منتجعا في سوتشي، إلا أن معاملاته للسفر توقفت بشكل مفاجئ قبل الحادث بوقت قصير، وهذا ما يعزز الفرضية بأن الحادث كان مدبرا لمنع الشبل وزوجها من الهروب وكشف أسرار داخلية.

رواية أخرى تتحدث عن تضارب المصالح، حيث تشير التسريبات إلى أن الشبل كانت تعمل على جمع معلومات وتحليلها لصالح الروس ما جعلها هدفا لعدة أطراف داخل سلطة الأسد وخارجها، هذه الأطراف قد تكون رأت في لونا الشبل تهديدا لمصالحها خاصة بعد تزايد نفوذها داخل القصر الجمهوري بدعم روسي خاص.

الصحفي السوري عقيل حسين:

بعض الروايات تحدثت عن ترأس أو قيادة لونها الشبل، وشقيقة العميد في سلطة الأسد، خلية التجسس لصالح الإسرائيليين ما استدعى تصفيتها على يد الإيرانيين، أو قد تكون بسبب الغيرة الشخصية من زوجة بشار الأسد.

عبادة حيدري:

جنازة غريبة وظروف مريبة

حيث لم تتوقف الشكوك عند حادثة الوفاة، بل امتدت إلى مراسم الجنازة لم تغطِ وسائل الإعلام الرسمية التابعة لبشار الأسد الجنازة كما هو المعتاد، واكتفى بنشر صور قليلة، كما قيل إنه قد اعتقل بعض الحاضرين بسبب تصويرهم للجنازة، كذلك غابت مظاهر الحداد المعتادة في الإعلام الرسمي التابع لبشار الأسد، فدفع المراقبون للتساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التعامل المختلف.

الصحفي السوري عقيل حسين:

رغم أن هذه الروايات تفتقد إلى المصدر الموثوق، إلا أنها تبدو متسقة وسياق الحدث الذي تلا هذه الوفاة الإعلان عنها، الجنازة كانت عادية جدا لم يحضرها حتى عدد كافٍ من الناس، من الأقارب، من الأصدقاء، هذه ليست جنازة مسؤولة في الحكومة، وليست جنازة مستشارة للرئيس، لا يمكن تخيل أو تصور أن هذه جنازة شخص توفي وهو في منصبه وهو مرضي عنه من أسياده سواء السوريون أو الآخرون من حلفاء الأسد.

عبادة حيدري:

لكن لماذا لم يقم بشار بتصفية لونا إن صحت التصفية كما حدث مع محمود الزعبي رئيس الوزراء السابق، أو مع غازي كنعان وزير الداخلية السابق في حكومة الأسد.

نبراس إبراهيم باحثة

إن فبركة الحادث المروري أو تدبيره حتى قد يكون أقل جدلا من الانتحار بثلاث طلقات.

عبادة حيدري:

خلاصة القول، فإن وفاة لونا الشبل تبقى محاطة بالغموض والشكوك، ما يعكس تعقيدات الصراع بسوريا، في ظل وجود القوات الروسية والإيرانية، كما أن الحادث وما تلاه من أحداث يكشف عن مدى التوتر والخلافات داخل أروقة سلطة الأسد، ويترك الباب مفتوحا أمام العديد من الأسئلة التي قد لا تجد إجابة واضحة عنها في القريب العاجل.

الصحفي السوري عقيل حسين:

لا شك في أن ما حدث هو حلقة جديدة في مسلسل التخلص من الشخصيات داخل هذا النظام، لكن لا أحد يدري إذا كانت هذه السلسلة متصلة أم لدينا سلاسل منفردة كل منها لأهداف محددة.

لمشاهدة الحلقة كاملة يمكنك الضغط على الزر أدناه: